اليوم، انطلاق البطولة: انتهى الكلام... فإلى حوار الأقدام!

[b]في الوقت الذي تأهبت فيه الأندية للانطلاق في موسم نتمناه جميعا ان يكون «نظيفا» على كل المستويات... وفي الوقت الذي مازالت فيه جراح الكرة التونسية مثخنة بأكثر من «فيروس» لم تنفع فيه العقوبات... وفي الوقت الذي كادت الجماهير تطمئن فيه لذلك الكلام الجميل من أكثر من «مسؤول رسمي» حول نقاء الأجواء وضرورة دعم خطوات القضاء على عمى الألوان بين الجهات وبين الأحباء... وفي الوقت الذي تجتهد فيه عدة اطراف لنشر بذور الخير والمحبة والصفاء والروح الرياضية في كل ملعب.. وفي الوقت الذي كدنا نقتنع فيه بأن الحكم «بشر» مثلنا... يخطئ ويصيب ويأكل ويشرب ويدخل المراحيض ويمكن ان يبيع الطماطم والفلفل والبصل لكنه لن يبيع ضميره وهمته أطل علينا رئيس اللجنة الوطنية للتحكيم بما جعلنا ننفض أيادينا من الموضوع.. قبل ان نبدأ...
السيد عبد السلام شمام أكد بصريح العبارة انه يملك الدليل القاطع والتسجيلات الحية لتورّط اكثر من حكم في ما نسميه «بيع وشراء».. وهذه تدخل تحت مظلة «..وشهد شاهد من أهلها» او «أهل مكّة أدرى بشعابها»... وهنا يتوجب التوقف الاجباري عند ما قاله شمام لأنه خطير ويمسّ من هيكل دقيق في تقرير مصير البطولة... وبالتالي لا نرى موجبا للتستر على ما جرى وما يجري وما سيجري مستقبلا... كما لا نرى فائدة في عدم «إيقاف» المسؤول الاول عن لجنة التحكيم للتحقيق معه في هذا الكلام الخطير الذي يزيد الشارع الرياضي «اشتعالا» واقتناعا بأن البطولة تجري داخل «البورطابلوات» وتحت الطاولات عبر «المسّ» عن قرب وعن بُعد... كما لا نرى اي فائدة من مجرد محاولة «تحوير» وتغيير كلام هذا المسؤول لانه قاله عن وعي كامل وهو في كامل مداركه العقلية.. وحتى الذين سيطبّلون ـ كالعادة ـ ليؤكدوا انه «ما يقصدش» فإن كلامهم مردود عليهم وأن اللعنة ستصيبهم ان عاجلا أو آجلا.
سؤال أخير قبل غلق هذا القوس الصغير يقول: «كيف سيتفاعل الحكام مع اتهامات رئيسهم... وكيف سيتصرف المسؤولون عن الفرق مع حكام موضوعين رسميا في قفص الاتهام..
ومن سيقدر على إغلاق أفواه الجماهير بعد هذا الاعتراف الكبير؟
نعود الى افتتاح البطولة الذي انطلق قبل موعده بـ «قنبلة» شمام في وجه حكامه لنتمنى من الأعماق ألا تكون بطولتنا مشروعا حقيقيا لبناء «مستوطنات» الحقد والكراهية والجهوية المقيتة بين أبناء الشعب الواحد... وبما ان «فيروس» المشاكل اصبح صادرا عن المسؤولين بدرجة أولى وتصريحاتهم النارية وفوضى تصرفاتهم ومواقفهم سواء على صفحات الجرائد او على شاشة التلفزة فكم نتمنى ان يكون «العقل من الجمهور» الذي يدفع من ماله وجهده ما لا يقدر عليه احد لـ «يتمتّع» بما بعثت الكرة من أجله وليتابع بطولة يحكمها «قضاة» شرفاء بعيدا عن همجية «خذ.. وهات».. وبقايا الانتماء.
اليوم تنطلق بطولة 2009ـ2010 بنكهة قزحية وبعطر كل الالوان من جرجيس الى بنزرت آملين ـ رغم كل شيء ـ ان تكون الكلمة الاولى والأخيرة للكرة... اما الذين يصرّون على تلويث اللعبة ويتلذذون بتحريك خيوطها في اتجاهات معيّنة ويسعون بكل جهودهم الى إفساد الطعم الجميل للرياضة.. فلهم.. الله.
أمال بالجملة تحملها فرق ترجي الجنوب والقوافل ومستقبل القصرين والشبيبة وأيضا الاولمبي الباجي وحمام الأنف وحمام سوسة للبقاء أطول فترة ممكنة تحت الضوء وتحديات أخرى تتمسك بها الأندية الكبرى لمواصلة السيطرة وإخضاع البقية لمنطقها... وبين هذه وتلك ستكون الملاعب اليوم على موعد تاريخي لاستقبال ضيوفها تحت درجة حرارية تذيب الحديد لنتأكد مرة أخرى ان بعض البنود في قوانيننا طالها الصديد ولم تعد تفيد..