تونس-الجزائر- مصر -البحرين - المغرب والسودان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



‬

احزان وافراح،‮ ‬دموع وابتسامات،‮ ‬وترقب وانتظار هي‮ ‬الاوصاف الدقيقة لحال المنتخبات العربية والتي‮ ‬تتنافس حالياً‮ ‬من اجل تحقيق حلم الصعود الى كأس العالم‮ ‬2010‮ ‬في‮ ‬جنوب افريقيا حيث اختلفت النتائج من منتخب لآخر فاختلفت بالتالي‮ ‬المشاعر،‮ ‬ففي‮ ‬مصر والجزائر والمغرب والسودان والبحرين وتونس توقفت قلوب الملايين وهم‮ ‬يتابعون مباريات منتخباتهم خوفاً‮ ‬من الهزيمة وتبخر الحلم والانتظار الى ما‮ ‬يزيد عن اربع سنوات اخرى على امل اللحاق بقطار كأس العالم خلالها،‮ ‬بكل تأكيد وضح ان هناك خللاً‮ ‬اصاب الكرة العربية بشكل عام وجعلها تتراجع بعض الشيء بدليل انه الى الآن لم‮ ‬يستطع ان‮ ‬يصعد الى المونديال أي‮ ‬منتخب عربي‮ ‬بشكل رسمي‮ ‬وان اقتربت بعض المنتخبات وستكون الجولة الاخيرة من التصفيات موعداً‮ ‬لاسدال الستار على حسم تذاكر الصعود واقامة الافراح في‮ ‬دول وظهور الدموع في‮ ‬عيون مشجعي‮ ‬دول أخرى‮.‬
وسنتابع سوياً‮ ‬موقف الفرق العربية سواء في‮ ‬افريقيا او آسيا‮.‬

عودة مصر بعد الإحباط
كانت البداية السيئة لمصر في‮ ‬التصفيات عاملاً‮ ‬أساسياً‮ ‬في‮ ‬ما هي‮ ‬فيه الآن من معاناة من أجل الصعود فقبل انطلاق التصفيات كان الجميع‮ ‬يتوقع ان‮ ‬يحجز الفراعنة تذكرة الذهاب الى جنوب افريقيا،‮ ‬وبدأ الفراعنة التصفيات امام زامبيا ووصلت الثقة في‮ ‬هذا اللقاء الى حد الغرور فكان العقاب سريعاً‮ ‬وخرجت المباراة بتعادل ايجابي‮ ‬احبط المصريين،‮ ‬وكانت الضربة الثانية سريعاً‮ ‬امام الجزائر بخسارة ثقيلة بثلاثة اهداف مقابل هدف ليتأزم موقف مصر وتستفحل الأزمة وتنشق الصفوف قبل ان توحدها من جديد ثلاثية الفريق في‮ ‬رواندا في‮ ‬استاد القاهرة ثم الفوز ايابا بهدف احرزه كابتن الفريق احمد حسن ليدخل منتخب مصر في‮ ‬الصورة ولكن من بعيد قبل ان‮ ‬يفوز بهدف صاروخي‮ ‬لحسني‮ ‬عبدربه على زامبيا خارج ملعبه ليؤكد عودته بقوة الى التصفيات،‮ ‬ويسعى الجهاز الفني‮ ‬لمنتخب مصر في‮ ‬الوقت الحالي‮ ‬لاستغلال الدفعة المعنوية والمساندة الجماهيرية وكان اول قرار للجهاز الفني‮ ‬هو العفو عن لاعب الفريق المحترف محمد زيدان ليعود مرة اخرى لصفوف المنتخب‮.‬

فرص مصر
ولعل وضع مجموعة مصر اصبح من اغرب المجموعات في‮ ‬كل التصفيات في‮ ‬كل القاءات حيث تحتاج مصر لكي‮ ‬تضمن الصعود مباشرة الى جنوب افريقيا الى الفوز بثلاثة اهداف مقابل لا شيء في‮ ‬حين سيكون الفوز بفارق هدفين هو الموقف الصعب حيث‮ ‬يتساوى المنتخب المصري‮ ‬مع الجزائري‮ ‬وحينها سيتم اللجوء الى مباراة فاصلة‮ ‬يحدد مكانها ومعادها الاتحاد الدولي‮ ‬حسب الاجندة الدولية له او‮ ‬يتم عمل قرعة تحت اشراف الفيفا ايضا وهو الخيار الظالم تماماً‮ ‬لكلا المنتخبين‮.‬

الجزائر وحلم الملايين
وبالنظر الى الجزائر سنجد الا صوت‮ ‬يعلو فوق صوت المونديال هناك بداية من رابح سعدان المدير الفني‮ ‬وحتى اصغر مشجع‮ ‬يذهب الى استاد البليدة خلف الفريق ولماذا لا؟ فالجزائر تتصدر المجموعة من الجولة الأولى من التصفيات وحتى الآن وقبل الجولة الاخيرة ولذلك فحلمها في‮ ‬الصعود شرعي‮ ‬تماماً،‮ ‬ويعتبر فوز الجزائر على مصر في‮ ‬الجولة الثانية هو بداية الدخول الجدي‮ ‬نحو الصدارة وايضاً‮ ‬فوزها على زامبيا في‮ ‬ارضها وبين جمهورها هو المفتاح السحري‮ ‬لوصول الفريق لكأس‮ ‬العالم في‮ ‬حال وصلت الجزائر بالفعل الى النهائيات،‮ ‬فيما كان تعادل الفريق مع رواندا في‮ ‬رواندا هو العقبة التي‮ ‬صعبت من مهمته وجعلته‮ ‬ينتظر حتى الجولة الاخيرة من المجموعة‮.‬

فرص الجزائر
تملك الجزائر اكثر من فرصة للعب في‮ ‬كأس العالم حينما تذهب الى القاهرة لمواجهة الفراعنة اولاً‮ ‬يكفيها‮ ‬الفوز ولو بهدف وايضاً‮ ‬التعادل‮ ‬يصعد بها الى كأس العالم،‮ ‬وكذلك الهزيمة بفرق هدف واحد‮ ‬يصعد بها بينما الهزيمة بفرق هدفين‮ ‬يضع نقطة للتصفيات ونعود لنقطة البداية ويلعب لقاء فاصل على حسم تذكرة الصعود‮.‬

المغرب والخروج المذل
من‮ ‬يتابع نتائج المغرب في‮ ‬تصفيات كأس العالم لابد وانه‮ ‬يصاب بالذهول والصدمة من جراء تلك النتائج المخيبة للامال سواء امال الجمهور المغربي‮ ‬بصفة خاصة او العربي‮ ‬بصفة عامة،‮ ‬ويتساءل اين نجوم المغرب الذين تمتلئ بهم الملاعب الاوروبية واين تاريخ المغرب الذي‮ ‬يشهد عليه اجيال سابقة،‮ ‬فماذا اصاب اسود الاطلسي‮ ‬هل هو‮ ‬غرور أم عدم اهتمام بالاداء مع المنتخب كما هو الحال في‮ ‬النادي،‮ ‬فما تمر به الكرة المغربية ليس وليد اليوم،‮ ‬فخرج المغرب ايضاً‮ ‬من الدور الاول لبطولة افريقيا السابقة والتي‮ ‬اقيمت في‮ ‬غانا،‮ ‬وها هو اليوم مهدد بالخروج اساساً‮ ‬من سباق اللحاق ببطولة افريقيا لتكون المرة الأولى منذ سنوات كثيرة التي‮ ‬يخرج المغرب ولا‮ ‬يشارك في‮ ‬بطولة افريقيا شأنها في‮ ‬ذلك شأن دول الصف الثالث او الرابع في‮ ‬افريقيا،‮ ‬كمورشيوس وجزر القمر واريتريا،‮ ‬فهل تستحق المغرب ان تتزيل مجموعتها حالياً‮ ‬بعد اسود الكاميرون الذين‮ ‬يتصدرون وخلفهم منتخب الجابون المفاجأة بينما‮ ‬يحل ثالثا منتخب توجو ويأتي‮ ‬رابعاً‮ ‬منتخب المغرب في‮ ‬المؤخرة‮.‬

تونس على بعد خطوة
يعتبر الفريق التونسي‮ ‬هو صاحب افضل نتائج الى الآن في‮ ‬التصفيات ويكفي‮ ‬انه لم‮ ‬يتجرع من كأس الهزيمة الى الآن نهائياً‮ ‬وكان صاحب أقوى انطلاقة في‮ ‬التصفيات حيث بدأ بالفوز على كينيا بهدفين مقابل هدف وكرر فوزه خارج ارضه على موزمبيق بهدفين قبل ان‮ ‬يتعادل سلبياً‮ ‬مع نيجيريا في‮ ‬اقوى اللقاءات وتكرر تعادلها مرة اخرى معها بهدفين لكل فريق واخيراً‮ ‬تفوز على كينيا في‮ ‬تونس وعلى ملعب دارسي‮ ‬بهدف نظيف لمهاجمه عصام جمعة‮.‬
ويستعد حالياً‮ ‬الجهاز الفني‮ ‬لتونس لتجهيز كل اسلحته الهجومية والدفاعية سواء كان عودة مدافع الفريق كريم حقي‮ ‬ومعه‮ ‬ياسين الشيخاوي‮ ‬وشوقي‮ ‬بن سعادة وعصام جمعة وذلك من اجل الفوز في‮ ‬اللقاء الاخير والذي‮ ‬من المقرر ان‮ ‬يجمعهما مع موزمبيق خارج الأرض‮.‬

موقف تونس
تحتل تونس صدارة المجموعة برصيد‮ ‬11‮ ‬نقطة خلفها‮ ‬يأتي‮ ‬منتخب نيجيريا بـ‮ ‬9‮ ‬نقاط فقط لا‮ ‬غير وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬ان فوز تونس في‮ ‬اللقاء الاخير‮ ‬يمنحها تأشيرة المرور لكأس العالم اما التعادل وفوز نيجيريا‮ ‬يدخلها في‮ ‬حسبة برما‮.‬

السودان والعودة إلى الصفر
منذ عامين كان كل متابعي‮ ‬الكرة العربية قد سعدوا بالتطور المذهل الذي‮ ‬تشهده الكرة السودانية سواء على مستوى المنتخبات او الاندية وتوج السودان خلالها بالصعود الى نهائيات الأمم الافريقية بعد‮ ‬غياب دام ثلاثين عاماً،‮ ‬وتوقع الجميع استمرار هذه الصحوة بل وتطورها اكثر ولكن خابت كل هذه الظنون وتبخرت الآمال السودانية،‮ ‬خاصة بعد النتائج السيئة التي‮ ‬حققها الفريق في‮ ‬مجموعته والتي‮ ‬تزيل من خلالها مجموعته واصبح رسمياً‮ ‬خارج بطولة افريقيا في‮ ‬البطولة‮ ‬التي‮ ‬ستنطلق مطلع العام المقبل في‮ ‬انغولا ويعود مرة اخرى السودان للاختفاء تماماً‮ ‬عن البطولة الافريقية وبسرعة مذهلة ومن المحزن ان السودان لم‮ ‬يستطع الا ان‮ ‬يجمع نقطة واحدة طوال مشواره في‮ ‬التصفيات وهو ما‮ ‬يتنافى تماماً‮ ‬مع منتخب لديه الرغبة في‮ ‬اسعاد جمهوره فخسر امام‮ ‬غانا ومالي‮ ‬وبنين في‮ ‬حين تعادل في‮ ‬لقاء واحد فقط امام مالي‮ ‬في‮ ‬افتتاح مباريات المجموعة في‮ ‬العاصمة السودانية‮ (‬الخرطوم‮) ‬وبذلك تعود الكرة السودانية سنوات وسنوات للخلف وقد تحتاج الى ثلاثين عاماً‮ ‬أخرى للنهوض‮.‬

البحرين ومازال الأمل‮ ‬يداعبه
وبالانتقال الى عرب آسيا سنجد ان المنتخب البحريني‮ ‬هو فقط من‮ ‬يحمل لواء الدفاع عن سمعة العرب في‮ ‬آسيا،‮ ‬ولكنه في‮ ‬الوقت نفسه فرط‮ ‬في‮ ‬فرصة كبيرة حينما استضاف المنتخب النيوزيلندي‮ ‬على ارضه ولكنه رفض ان‮ ‬يسجل اهدافاً‮ ‬بعد ان اضاع كمية كبيرة من الفرص التي‮ ‬لا تضيع ولكن‮ ‬يتبقى مباراة اخرى تجمع المنتخبين في‮ ‬نيوزيلندا في‮ ‬منتصف الشهر المقبل وعلى المنتخب البحريني‮ ‬ان‮ ‬يتحلى بالروح القتالية والعزيمة والدفاع عن مرماه جيداً‮ ‬ان اراد الوصول الى جنوب افريقيا فيكفيه الفوز بهدف أو أي‮ ‬تعادل ايجابي‮ ‬في‮ ‬حين تخرجه الخسارة من المونديال‮.‬