من الوصل إلى النصر حتى الجزائر ومصركرة القدمنحن عجزنا عن حل قضية صغيرة مثل مباراة كرة قدم بين منتخبين شقيقين فهل سنستطيع حل قضايا كبيرة مثل قضايا فلسطين والعراق وجنوب السودان والصحراء الكبرى والفقر والأمية وملايين العاطلين عن العمل المشردين في شوارعنا من المحيط الهادر إلى الخليج الزاهر. أكيد طبعا بس في المشمش...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تثير القضية الدائرة حاليا بين ناديي الوصل الإماراتي والنصر السعودي الشجن في النفس والحزن على حال الواقع العربي الذي لا يستطيع حل مشاكله ومداواة جراحه إلا بالرجوع للقوى والمنظمات الدولية وكأننا بهذا نعترف بعجزنا المطلق عن معالجة قضايانا فنذهب للبحث عن حل لا يرضينا إلا في أحضان الأجنبي.
والخبر يقول أن "اللجنة التنظيمية لكرة القدم بدول مجلس التعاون الخليجي حولت قضية مباراة إياب الدور نصف النهائي لبطولة الخليج للأندية بين الوصل الإماراتي والنصر السعودي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعدما فشلت في إيجاد الحلول المناسبة للأحداث التي رافقت اللقاء".
وهذه اللجنة العتيدة كانت قد اجتمعت لمدة ست ساعات متواصلة من غير أن تتوصل لحل. طبعا لا يمكن أن تتوصل لحل فالذهنية العربية ذهنية مسكونة بالثأر والمناكدة والرغبة في محو الآخر وتهميشه فنحن لا نعرف الحلول الوسط والتنازلات المتبادلة وبالتالي نذهب للفيفا وغيرها من المنظمات التي تقدم لنا الحلول لكل مشاكلنا بل وتفرضها علينا فنقبل بها مرغمين وهل نقدر أن لا نقبل؟
هذه الحالة مستمرة في العالم العربي وفي كل المجالات من الرياضة وحتى السياسة والاقتصاد والمجتمع الخ، ولنتذكر المعركة القضائية الدائرة حاليا بين مصر والجزائر وفي أروقة الفيفا أيضا. فالجزائر تشتكي على مصر، ومصر تتهم الجزائر والمسؤولين في البلدين يرفضون كل الحلول الوسط وكأن لسان حالهم يقول: "إحنا وبس والباقي خس" على حد تعبير المثل الأردني.
ولو فكر هؤلاء وأولئك قليلا وقدم هذا الطرف تنازلا صغيرا وقابله الطرف الآخر بتنازل آخر لانتهت المشكلة منذ زمن طويل، لكن هذا طبعا مستحيل في عالمنا العربي، نحن نعرف كيف نعمل المشاكل أما الحلول فهناك المنظمات والقوى الدولية التي ستفكر عنا وتقدم لنا الحلول الجاهزة، تماما كما هو الحال مع الألبسة الجاهزة التي نستوردها والسيارات التي نركبها والطعام الذي نأكله وحتى الإبرة والخيط التي تصنعها لنا الصين بارك الله فيها وأطال عمرها.
نحن عجزنا عن حل قضية صغيرة مثل مباراة كرة قدم بين منتخبين شقيقين فهل سنستطيع حل قضايا كبيرة مثل قضايا فلسطين والعراق وجنوب السودان والصحراء الكبرى والفقر والأمية وملايين العاطلين عن العمل المشردين في شوارعنا من المحيط الهادر إلى الخليج الزاهر. أكيد طبعا بس في المشمش...