على هامش الجولة الافتتاحية لاياب بطولة الرابطة المحترفة 1 نجم ساطع «بالسرعة الخامسة» ... و«لقلق» بلا أجنحة في باجة!!

ضربت خطوط الهجوم بقوة في مفتتح مرحلة الاياب وتركت أفضل الانطباعات وقدمت مؤشرات واعدة... وحدثت تطورات في أعلى كما في اسفل الترتيب وخرج النجم الساحلي بطلا بلا منازع لهذه الجولة عندما اكتسح شباك الترجي بخماسية تاريخية.
قوة النجم أم ضعف الترجي؟!
لا أحد ـ بما في ذلك أكثر أحباء النجم شوفينية ـ توقع ذلك السيناريو الذي حدث في الملعب الاولمبي بسوسة... ولا أحد من الفنيين والملاحظين كان ينتظر تلك النتيجة... وفي نهاية المطاف تأكد للمرة الالف ان كرة القدم لا تخضع الى أي احكام ولا يمكن ان تكون علما صحيحا... وان لكل مباراة حقيقتها وظروفها وخصوصياتها... ولعل اهم سؤال فرض نفسه اثر المباراة وبعد الفوز الساحق للنجم هو: هل تعكس النتيجة قوة النجم الساحلي أم ضعف الترجي؟
الواضح والثابت والمؤكد وفق مجريات وظروف لقاء أول أمس أن النجم الساحلي تفوق عن جدارة واستحقاق فنيا وتكتيكيا وبدنيا... وان جاهزيته من كل النواحي تقريبا كانت في أقصى درجاتها واعلاها... ولا جدال أيضا أن الهدف الأول للنجم والذي جاء في دق 12 اعطى للمحليين أجنحة إضافية وثقة بالنفس كانوا بأمس الحاجة اليها... كما ان اقصاء الدراجي مثل منعرجا حاسما بحكم انه بعثر اوراق المجموعة ككل... مثلما احرج وأرق الممرن معلول وباعتقادنا أن مصير المباراة تحدد بنسبة هامة خلال الوقت بدل الضائع من الفترة الأولى وعندما سجل سانطوس الهدف الثاني.
ورغم هدف العياري 1 ـ 2 فإن النجم واصل زحفه وضغطه واحكم استغلال سذاجة مدافعي الترجي و«تهورهم»... وتقدم اللاعبون الى الهجوم بطريقة غير محكمة وبلا تخطيط يقضي بوجود توفير الحد الادنى المطلوب من التغطية ليحقق فوزا تاريخيا على غريمه التقليدي... والنجم جمع بين الاداء المقنع والنتيجة وخاض افضل مباراة له على الاطلاق منذ عدة مواسم... ومن المنطقي أن نعترف بان الترجي سهل له المهمة نسبيا وان اقصاء الدراجي أحدث منعرجا هاما لم يقرأ له معلول حسابا ولم يتكيف ولم يتأقلم معه الترجيون لا فنيا ولا تكتيكيا ولا ذهنيا... وما يحسب للنجم الساحلي انه نجح بامتياز ووفق باستغلال انتعاشته الفنية والبدنية وتفوقه العددي حيث قدم عرضا «كرويا» يستحق تحية اعجاب وتقدير... والنجم تفوق فرديا وجماعيا وكسب حل الحوارات دفاعا وهجوما وخاض مباراة «مثالية» اذا صحّ القول.. وهو يدين بذلك وبنسبة كبيرة لحرفية ومهارة عادل الشاذلي الذي انتقده الكثيرون في النجم وخارجه لكنه أثبت اول امس انه محترف من طينة نادرة و«صنايعي» وورقة رابحة.. وبالمقابل تأثر الترجيون ببدايتهم الصعبة وغير الموفقة وتاهوا على الميدان فعجزت مختلف الخطوط عن اداء واجباتها فكان «الفياسكو» أو الإخفاق الجماعي ومثل هذه الأمور تحدث لاكبر وأقوى الفرق ولكن المشكل بالنسبة لاحباء الترجي في المقام الأول ليست الهزيمة في حد ذاتها وانما «حجمها» اي النتيجة النهائية وما رافقها من اهتزاز في عطاء أغلب اللاعبين واخطاء وهفوات من المفروض الا تحصل في ناد بذاك الحجم وتلك الخبرة.. و«خماسية سوسة» ستظل عالقة بالأذهان لفترة طويلة كما انها ستزيد من حجم الضغوطات المسلطة على معلول وحمدي المؤدب واللاعبين.. فهل ينتفض الترجي بسرعة ليؤكد ان ما جرى مجرد كبوة جواد وعثرة عابرة و«حادث مشوار».. ام تتسبب تلك الهزيمة «التاريخية» والموجعة بحدوث ازمة في الحديقة «ب»؟ المهم ان النجم سطع بالسرعة الخامسة وبات على بعد نقطة فقط من المتصدر كما أنه اصبح يملك افضل هجوم وأفضل دفاع.. بما انه اعاد للسباق نكهته..
الصفاقسي يعمّق جراح الاولمبي
في باجة تواصلت معاناة الاولمبي واتضح ان «اللقلق» فقد جناحيه ولم يعد قادرا على التحليق سواء داخل او خارج وكره.. وان «الازمة الباجية» حقيقة ثابتة ولا غبار عليها.. وضد النادي الصفاقسي لم يقو الأولمبي على الصمود ولم ينجح على الأقل بضمان نقطة فتكبد هزيمة جديدة زادت في تعميق جراحه وهو اليوم في وضعية صعبة للغاية تفرض على القائمين عليه الاقدام على عملية جراحية لكن السؤال هو: اين مكمن الداء.. وهل يكفي الوقت المتبقي لاستئصال المرض.. وانقاذ الفريق من الغرق؟!
فوز الأمان للشبيبة
الى جانب مستقبل المرسى ومستقبل قابس تعتبر شبيبة القيروان من اكبر المستفيدين في اعقاب الجولة... فالاولان استغلا هزيمة القوافل وانتعشا كأفضل ما يكون وابتعدا عن الاولمبي بخمس واربع نقاط واقتحما الاياب من أوسع الابواب.. في حين حققت الشبيبة فوز الأمان على حساب منافس مباشر (امل حمام سوسة) وقفزت الى المركز السابع...
وفي نفس السياق لا بد من توجيه تحية إعجاب وكلمة «برافو» لنادي حمام الانف خامس الترتيب والذي هو بصدد خوض افضل موسم له منذ سنوات عديدة.