التونسيون يتفاعلون مع الانجاز التاريخي للشعب المصري ـ «شعب تونس... شعب مصر، ثورة ثورة حتى النصر»تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة وتكليف
الجيش بإدارة شؤون البلاد أثلج صدور الملايين من المعتصمين في ميدان
التحرير في مصر مثلما أدخل البهجة في نفوس ملايين العرب بسقوط ثاني دكتاتور
على التوالي... وهذا ما شاهدناه وتابعنا أطواره مساء أمس بشارع الحبيب
بورقيبة بالعاصمة تونس عند خروج المئات من التونسيين رافعين العديد من
الشعارات ويهتفون بصوت واحد «شعب تونس... شعب مصر... ثورة ثورة حتى النصر»
و«واحد حق التعبير... واحد حق التضامن والشعوب العربية واحد» وفي مساندة
منهم وتجاوبا من القلب الى القلب لخروج مبارك بعد عقود من الحكم... وفسح
المجال لشعب مصر لأن يرسم مستقبله ويختار بكل ديمقراطية من يحكمه... ويكون
في مستوى التضحيات... التي قدمها الشعب المصري في ثورته.
وفي جو من الفرحة والحماسة... يكاد لا يوصف... امتزج بترديد العديد من الهتافات والعبارات المساندة للشعب المصري في نجاح ثورته...
كما رفرفت أعلام تونس ومصر في فضاء الحرية...
ولمعرفة صدى خبر تنحي حسني مبارك من الحكم التقينا
في شارع بورقيبة حيث تجمهر الآلاف من التونسيين مباشرة بعد اعلان خروج
حسني مبارك من السلطة بالسيد منير العروسي (صحفي) الذي أشار بالمناسبة الى
أن خروج مبارك من الحكم كان متأخرا وأثقل كاهل شعبه وكان من الأجدر له أن
يستوعب الدرس من الثورة التونسية، مضيفا أن الشعب المصري تخلص من حكم
ديكتاتوري بنفس (الديكور) التونسي والذي يتمثل في عائلة حسني مبارك الموسعة
والمشهورة بشبكة فساد كبيرة والتي من المنتظر أن تكشفها وسائل الاعلام
المصرية في المدة القادمة. ودعا الصحافي التونسي في هذا الاطار بقية الدول
العربية الى أن تنسج على المنوال التونسي والمصري في تحرير الشعوب العربية
التي بقيت مغمورة على امتداد نصف قرن من الزمن وبخصوص الدول الأقرب من أن
تعيش مرحلة مخاض أخرى لتحقيق الحرية يقول الصحفي منير العروسي أن اليمن
مرشحة في المدة القادمة لأن تعيش ثورة أخرى مشابهة لثورة تونس ومصر.
وفي ما يتعلق باتهام المصريين من الحزب الوطني
والموالين للرئيس المخلوع حسني مبارك تصدير الثورة التونسية الى مصر يقول
السيد منير العروسي «نحن اليوم فخورون بهذا الانجاز وهو تصدير للحرية
والديمقراطية للشعوب العربية».
ومن ناحيته أكد السيد نجم الدين العكاري (نائب
رئيس تحرير جريدة الشروق) أن تنحي مبارك يأتي نتيجة ثورة شعبية كانت هي
الثانية بعد ثورة تونس للاطاحة بثاني دكتاتور في الوطن العربي لتفتح المجال
أمام الشعب للانتقال الديمقراطي في مصر بعد ثورة ثلاثة أسابيع ضد قمع
استمر ثلاثة عقود.
كما يشير الزميل الصحفي الى أن المد الثوري سيطال
في المرحلة القادمة رؤوسا عربية أخرى مارست الاستبداد والحكم الفردي
واضطهاد الشعوب العربية وقد آن الأوان لحلول قيادات عربية جديدة قادرة على
تتويج طموحات الشعوب العربية في الانعتاق والتحرير. هذا ووصف السينمائي
ضياء الخميسي ثورة الشعب التونسي كما المصري بثورة الأحرار مشيرا الى أن
مآل أي نظام دكتاتوري هو السقوط، ولم يستبعد ضياء أن تصل هذه الثورة قريبا
الى الجزائر...
كما أبرزت الطالبة أميمة مالكي أن ثورة الشعب
المصري بمثابة الامتداد للثورة التونسية لكنها تحذر في هذا السياق الى خطر
الدخول في انقسامات طائفية في مصر...