الترجي الرياضي : مراجعة الحسابات وتحديد المسؤوليات ... المؤدب غاضب ... معلول متأثر ... واللاعبون في جلسة صراحة لتصحيح الأوضاع

الأدهى من الهزيمة التي تكبدها يوم الأحد الفارط في
كوتونو ضد فريق مغمور لا يملك في سجله أي نتائج إيجابية على المستوى القاري
هو المردود المتواضع الذي قدمه الترجي الرياضي خلال هذه المباراة وظهوره
بوجه هزيل لا يليق بوصيف النسخة الأخيرة لكأس رابطة الأبطال الإفريقية من
جهة ولا يبشر بنجاح الفريق في المغامرة الحالية من جهة أخرى...

وعلى هذا الأساس فإن عثرة الأحد المنقضي لن تمر مر الكرام باعتبار عدم
هضمها من طرف مختلف الأطراف الترجية انطلاقا من رئيس النادي حمدي المؤدب
الذي لم يكن راضيا عن النتيجة والآداء والمستوى الضعيف الذي لاح عليه فريقه
رغم تمهيد كل ظروف النجاح من طائرة خاصة ونزل فخم وتنظيم محكم للرحلة
ومرورا بالإطار الفني الذي لام اللاعبين في أواخر اللقاء عن مردودهم
المهزوز والهزيل وغياب الجدية والعزيمة عن آدائهم ووصولا إلى اللاعبين
أنفسهم الذين اجتمعوا مع بعضهم البعض بعد المباراة ووضعوا النقاط على
الحروف في جلسة تحدثوا فيها بكل صراحة عن أخطائهم وتحملوا مسؤولياتهم
وعزموا على مزيد العمل لتفادي خيبة أخرى قد تعصف بالفريق كليا.
رئيس النادي يضع الجميع أمام مسؤولياتهم

لم يهضم رئيس الترجي الرياضي حمدي المؤدب نتيجة كوتونو ولا مستوى الآداء
الذي ظهر عليه فريقه وعبر عن غضبه من ذلك مباشرة بعد نهاية المباراة من
خلال اتصالاته الهاتفية ببعض الأطراف هناك في العاصمة البينينية وقرر وضع
الجميع أمام مسؤولياتهم وتحميلهم عواقب النتائج السلبية التي لا تليق بفريق
في حجم الترجي الرياضي الذي يتطلع إلى التتويج القاري ...
حمدي المؤدب دعا الإطار الفني واللاعبين إلى القيام بمهمتهم على الوجه
الأكمل وبذل كل المجهودات من أجل تحقيق الهدف الأساسي فيما تبقى من عمر هذا
الموسم وهو اجتياز الدور القادم من كأس رابطة الأبطال الإفريقية وبلوغ دور
المجموعات موضحا لهم أن أي نتيجة غير ذلك ستكون لها عواقب وخيمة وستنجر
عنها قرارات صارمة وحاسمة.

معلول في حالة تأثر شديد وعدم فهم لما يحصل

لم يفهم المدرب نبيل معلول أسباب التراجع المذهل في آداء كل اللاعبين يوم
الأحد الفارط وعبر هو الآخر عن غضبه من بعض الهفوات القاتلة التي نبه
إليها قبل اللقاء وحث اللاعبين على تجنبها وفي مقدمتها التراخي واستسهال
المنافس... مباراة كوتونو جعلت مدرب الترجي الرياضي في حالة من التأثر
الشديد بلغت حد التساؤل عن حقيقة ما يجري داخل المجموعة وسر المردود الضعيف
لكل العناصر تقريبا بدون استثناء مندهشا في الآن نفسه من الإنحلال الغريب
الذي لاح على الفريق طوال ردهات المباراة...
نبيل معلول وفي دردشة خاطفة معه بعد اللقاء تساءل إن كان التراخي واستسهال
المنافس السببين الوحيدين في هذا التراجع المفاجئ أم أن توقف البطولة
وفقدان النسق أثرا بهذه الكيفية الغريبة على مستوى اللاعبين؟
وتمنى معلول في نفس سياق كلامه أن تعود البطولة إلى النشاط لعل ذلك سيساعد
فريقه على أن يكون جاهزا لمباراتي جاراف السينغالي الحاسمتين في مشوار
الترجي الرياضي في هذا الموسم مبرزا الفرق بين المقابلات الودية والرسمية
ومؤكدا قلقه الشديد من تواصل الأمور على هذه الحالة.

اللاعبون والمحاسبة الذاتية في جلسة صراحة

هزيمة كوتونو مست اللاعبين في الصميم وهذا ما لاحظناه مباشرة بعد نهاية
المباراة حيث التأمت بين كوادر الفريق جلسة محاسبة ذاتية انتزعت خلالها كل
الأقنعة وتحدثوا فيها بكل صراحة وتلقائية عن غلطاتهم وهفواتهم محملين
أنفسهم مسؤولية الإخفاق والتراجع وضرورة التدارك بسرعة ووضع الأرجل على
الأرض والتركيز على الإلتزام القادم الهام الذي ينتظر الفريق قبل أي شيء
آخر في إشارة واضحة وصريحة منهم إلى أن بعضهم يفكر في أمور شخصية وربما في
عقود احتراف قبل أوانها أفقدتهم تركيزهم وأثرت على مردودهم والإضافة التي
كانوا يقدمونها للفريق...
هذه الجلسة الصريحة والخاطفة لم تغضب أحدا من اللاعبين على الرغم من
الإنتقادات التي شهدتها بل كانت فرصة اعترف البعض فيها بتقصيرهم ووعدوا
بالتدارك والتحلي بالجدية والإنضباط لتجاوز الوضعية الحالية الحرجة التي
منعت الفريق من المحافظة على المستوى المرموق الذي ميّز مغامرته الإفريقية
السابقة...
هذه الوعود التي انتهت عليها هذه الجلسة لا بد أن تتجسد فوق الميدان سواء
في ملعب رادس خلال لقاء الذهاب ضد جاراف أو في داكار العاصمة السينغالية
بمناسبة لقاء الإياب لأن عواقب الخروج المبكر من كأس رابطة الأبطال
الإفريقية ستكون وخيمة على الترجي الرياضي وعلى كل أطرافه بدون استثناء.