ماذا يحدث عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأيام من شرك وبدع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد



أرى من الواجب علي أن أبين مسألة عظيمة تتعلق بنوع من الشرك الأكبر فيما يتعلق بالدعاء
نصيحة لعامة المسلمين في الأرض كما جاء في الحديث والذي خرجه مسلم في صحيحه
من حديث تميم الداري قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الدين النصيحة قيل لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم



وهو شرك دعاء العبادة والذي يجري عند زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم الزيارة البدعية



فالدعاء عبادة قال الله تعالى وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
وروى الترمذي في جامعه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الدعاء هو العبادة



وصفة دعاء العبادة والذي صَرْفه لغير الله شرك أكبر كما قال السهسواني علامة الهند
الدعاء : نداء لغائب كولي ميت أوجني أو ملك مقرون مع طلب كقول الداعي ياولي الله أو يارسول الله إشفع لي عند الله
فالرسول صلى الله عليه وسلم ميت غائب فإذا قال يارسول الله فقد ناداه وهو غائب فإذا قرنه مع طلب فقال إشفع لي عند الله صار شركا اكبرا مخرجا من الملة
وذلك لأنه حينئذ يكون صرف عبادة الدعاء لغير الله كما كان كفار قريش يصنعون ويقولون مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى
وهم يتقربون لأصنامهم كاللات وهو رجل صالح كان يلت السو يق للحجاج والعزى شجرة ومناة الثالثة الأخرى بالذبح والدعاء والرجاء والخوف ليجعلوا تلك الآلهة المزعومة شفعائهم عند الله كما كانوا يقولون كما في قوله تعالى :هؤلاء شفعاؤنا عند الله

وهذا يسمى شرك دعاء المسألة وهو من الشرك الأكبر المخرج من الملة المحبط للعمل المخلِّد في النار

وهذا يجري عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم



وهنا قسم ثاني من الدعاء وهو دعاء العبادة

فإن الدعاء على قسمين دعاء المسألة ودعاء العبادة
فدعاء المسألة عند القبر مثلا أن يقول يارسول الله إشفع لي عند الله ودليله حديث الترمذي عن ابن عباس : إذا سألت فاسأل الله .



ودعاء العبادة وهو ماقصدت التنبيه عليه هو كل عبادة يتوجه بها المسلم إلى الله كالحمد والصلاة ويتضمن هذا الدعاء المسألة فهو يثني على الله ويتضمن سؤال الله أن يثيـبه سبحانه على ثناءه
ودليل هذا القسم من الدعاء قول النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الدعاء الحمد لله
فجعله دعاءا .

وهذا الدعاء يكون الشرك فيه إذا أثنى على الولي أو النبي عند قبره معتقدا أنه يسمعه وعند الله بذلك الثناء ينفعه بأن يشفع له عند الله أن عبدك ياربي أثنى علي عند قبري فأصح بدنه واقضي حوائجه واغفر ذنبه



فحينئذ إذا أثنى على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره فقال أشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة معتقدا أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمعه وينفعه عند الله بالشفاعة لقاء ثناءه عليه
فهذاشرك أكبر مخرج من الملة فليحذر
وليعلم أولا أن النبي صلى الله عليه وسلم ميت قال تعالى إنك ميت وإنهم ميتون وأن الميت لايسمع كما جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت الميت لايسمع واستدلت بقوله تعالى وماأنت بمسمع من في القبور
ولم يؤذن له بالشفاعة في القبر قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه
ولوكان يشفع بعد موته عند قبره لتسابق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لطلب الشفاعة ولكن لما لم يفعل أحد ذلك ولو كان يفعل لظهر ونقل ، عُلم أن ذلك بدعة شركية تخرج من دين رب البرية


ثم أن ابن عمر كان يقول عند زيارة القبر النبوي السلام على رسول الله السلام على أبي بكر السلام على أبي ولم يكن يدعو أو يقول أشهد أنك بلغت الرسالة 000إلخ



فمن دعى النبي صلى الله عليه وسلم دعاء مسألة كأن يقول يارسول الله اشفع لي عند الله أو عبادة كمن يثني عليه قائلا أشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة0000الخ وهو استحسان من بعض العلماء لادليل عليه وقد قال الشافعي من استحسن فقد شرع أي المشرع هو الله وحده كما قال تعالى أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله
أقول من قال ذلك الثناء معتقدا سماع النبي صلى الله عليه وسلم له وشفاعته على إثر ذلك عند الله فقد وقع في الشرك الأكبر المخرج من الملة
قال تعالى وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا
أي لادعاء عبادة ولادعاء مسألة فكلاهما شرك أكبر مخرج من الملة0
__________________
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار