دفاعا عـن «سـامي».. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تعوّدنا على اللغط المثير عندما يتعلق الشأن بتقييم
مردود ممرن المنتخب الوطني لكرة القدم حيث انه من النادر ان وقع اجماع على
القبول باختيار الجامعة من تراه اهلا للمهمة ولم يحصل أبدا أن اختار مدرب
النخبة قائمة لاعبين سلمت من النقد او التشكيك...
غير ان ما لقيه الممرن سامي الطرابلسي من حملات استهداف وتهجم وما كيل له
من تهم خطيرة يبعث على التساؤل والبحث.. فخيبة الأمل التي أصابت الجماهير
الرياضية بسبب المردود الضعيف للمنتخب في «كان» 2013 لا تبرر السلوكات
العدوانية التي أتتها زمرة من الأقلام وبعض البارعين في «التنبير» من
الفاشلين والمطرودين في اكثر من مناسبة من مهام التدريب لأسباب مهنية أو
أخلاقية او غيرها..
لماذا ننصب أنفسنا لسان دفاع عن سامي الطرابلسي ونختار الخروج عن جوقة
الساخطين؟؟؟لأن حصيلة هذا الممرن في مهمته على رأس المنتخب ليست كارثية كما
يروجه «المكلفون بالمهمة» فالنتائج التي حققها سامي الطرابلسي على رأس
منتخب كرة القدم تحسب لفائدته مقارنة بمن سبقوه في المهمة وقبضوا مئات
الملايين عدى بعض الاستثناءات ولأن المؤاخذات حول مردود الطرابلسي ليست
بالخطورة التي يتوهمها البعض من المنساقين مع تيار الرفض دون تفكير او
دراسة..
لقد اقاموا الدنيا حول عدم تشريك اللاعب وسام يحيى كأن الامر يتعلق بعملاق
كروي او نابغة والحال ان هذا اللاعب لا يزيد مستواه عن المتوسط وقد رأيناه
يلازم بنك الاحتياط في المنتخب في سنوات عنفوانه الكروي وزمن كان نجم
الافريقي موسم الاحراز على البطولة في 2007 دون ان يحرك الجميع آنذاك ساكنا
والسبب وقتها ان اسم المدرب ليس الا روجي لومار ثم أتيحت له فرصة الاحتراف
بتركيا التي لا نتابع مباريات بطولتها وما يصلنا من اخبار حول عطائه لا
يعتبر مقياسا حقيقيا يجعل الشعب التونسي ينتفض من اجل تشريك هذا اللاعب لو
لم يكن في الأمر ان وأخواتها...!
يعاب على سامي الطرابلسي افتقاره للخبرة والتجربة في التدريب حيث يرى البعض
أنه كان عليه التدريب بالرابطة 3 ـ 2 و1 قبل الوصول الى تدريب
المنتخب..وهو امر عجيب كمقياس للنجاح...! نبيل معلول نجح مع الترجي الرياضي
في احراز ألقاب محلية وافريقية وهو يتيم التجربة في التدريب.. عبد الحق بن
شيخة سطع نجمه بعد محطات قصيرة بين جرجيس والافريقي ثم اصبح المدرب الأول
لمنتخب الجزائر، الأمثلة عديدة فلماذا نرفض ان نستثمر الفترة التي قضاها
سامي كمدرب مساعد ثم كممرن اول على رأس المنتخب لنصنع منه كفاءة وطنية
قادرة على الوصول بالمجموعة التي يدربها الى الأهداف التي نصبو اليها؟
ليس أنفع وأجدى وأهم الانشغال بالبحث عن خليفة لسامي الطرابلسي مع ما
يتطلبه البحث من اهدار لزمن يجدر استغلاله في التحضير للمحطات القادمة التي
تنتظرنا لإدراك البرازيل 2014! في اعتقادنا سامي الطرابلسي هو من افضل
المؤهلين لمواصلة قيادة المنتخب في الفترة القادمة بغض النظر عن الأخطاء
التي اتاها في «كان» 2013 ولا نشك البتة في ان يكون قد استفاد واتعض بها
وسيتفاداها مستقبلا.. ثم لا يجب ان ننسى ان اخطاء المدربين لا تبدو كارثية
دون تورط اللاعبين في ضعف المردود ونقص الجاهزية وعدم تطبيق التعليمات
أحيانا..
لقد أجمع بعض الخبراء الثقاة ان اي مدرب كان سيلاقي الفشل مع مجموعة
لاعبين متواضعي الامكانات او فاقدي «الفورمة» (راجعوا مردود العيفة
والهيشري والمساكني وشمام والتراوي وغيرهم) ممن كنا نظنهم نقاط قوة في
المنتخب.. فكيف نحمّل المسؤولية للمدرب وحده ونجعل منه شماعة تغطي فشلا
جماعيا!
من الكتابات المسيئة والتي قد تطال مروجيها تبعات خطيرة حكاية اقحام
لاعبين بغاية السمسرة.. تهمة بمثل هذه الخطورة اما ان تجر البعض الى كواليس
العدالة اذا غابت عنهم الحجة والدليل المادي أو ان تجعل سامي الطرابلسي
يجابه تهمة الخيانة فالمسؤولية على رأس منتخب وطني هي امانة ونحن نعرف معدن
هذا الرجل وننزه كل تونسي خدم الرياضة من مثل هذه الأراجيف واحاديث
الزوايا والمستنقعات.
يتواصل دفاعنا عن سامي الطرابلسي لأن الرجل مستهدف منذ مدة طويلة فالحسد
آفة تعمي صاحبها وتزين له المنكر والقبيح ففي الفترة التي كان سامي
الطرابلسي يستعد فيها لتحضيرات المنتخب كان البعض يبحث في اوراقه الشخصية
عله يظفر «بدوسي» يحطم مسيرة الرجل على رأس المنتخب فروجت اشاعات عن منعه
من السفر ونشرت قضايا مدنية بشأنه وحسموا فيها قبل ان تقول العدالة كلمتها
حاولوا التشويش عليه والزج بحياته الخاصة في المهمة الرياضية لغاية في نفس
ملعون..
الحديث يطول والمرافعة قد تتواصل لكننا نكتفي بهذا القدر الذي يترجم قناعة
لدى عديد التونسيين والمشرفين على الرياضة في تونس. إن المكتب الجامعي
حديث العهد بالمهمة كما هو الشأن للاطار الفني للمنتخب لذلك كان من الأجدر
إمهالهم وتمكينهم من فرصهم كاملة عوض مهاجمتهم وتصيد أخطائهم وتجريمهم
والحال ان التجربة تكتسب بالهفوات والتجربة تنضج بمرور الزمن ولولا هذه
القواعد لتم فصل كل المسؤولين الاداريين وأصحاب المهام منذ أول عهودهم
بالتكليف غير ان المجهر المسلط على رياضة كرة القدم يجعلنا قساة وغير
عادلين في مواقفنا بل متطرفين احيانا..
البرازيل على قاب قوسين والمصلحة تستدعي الاحتفاظ بالإطار الفني وتعزيزه
وتجديد الثقة في المكتب الجامعي لمواصلة العمل بروح واحدة لإدراك كأس
العالم القادمة.
التهور الذي استقبل به المنتخب أمس في مطار قرطاج من طرف بعض الجماهير لا
يعبر إلا عن فئة ترى بنصف عين من الذين تعودوا إلحاق الأذى بأنديته المفضلة
بسبب سلوكاتهم المتعصبة واللارياضية في الملاعب...
يحز في أنفسنا ان يكون النجاح على مقربة منا.. في ديارنا ونلهث لمطاردته لدى الآخرين.
نصــــرو