بن يوسف «ماتادور» صفاقس قاده للانتصار على الترجي
«البقلاوة» أهملته والترجي والافريقي رفضاه!!
ستنسى هفوات الحكم مراد بن حمزة عاجلا أم
آجلا وستنسى الهزيمة ولن تبقى إلا الابداعات الفنيّة فالذاكرة البشرية لا
تحتفظ إلا بما هو إيجابي دون غيره أما كل ما هو سلبي فسينسى اليوم أو
غدا.وإن أردنا الحديث عمّا ماهو إيجابي فإن مردود فخر الدين بن يوسف هو
العلامة المضيئة في المقابلة ولا نعتقد أن هنالك من سيشكّك في هذا الأمر.
فمنذ
الدقيقة الثانية أعلن عن نفسه بكل قوّة حين هرب من عنتر يحيى ومهّد
لكوايتاي. دفاعا وهجوما صنع بن يوسف الفارق بكل المقاييس فليس من السهل أن
تحدّ من خطورة سامح الدربالي وتجبره على القيام بالدور الدفاعي لا أكثر.
بن
يوسف هو مسيرة نجاح واجتهاد سنستعرضها الان لعلّها تساعد بقيّة اللاعبين
على السير على منواله فما عاشه خلال 22 سنة جعله أكبر من سنّه والطريق إلى
الأضواء كان صعبا بكل المقاييس .
ابن الملعب التونسي ولكنرغم
صغر سنّه قياسا بمهاراته وقدراته البدنيّة فإن بن يوسف عاش صعوبات كبيرة
في بداية مسيرته والكثير من المشاكل لأن طول قامته وبدل أن يعطيه فرصا أكبر
للعب والمشاركة فإنّه شكّل عائقا أمامه. وفي هذا الإطار فإن فريقه الأول
الملعب التونسي لم يمنحه الفرصة ووحيد الحيدوسي لم يكن يؤمن به فاختار
اللعب لنجم حلق الوادي والكرم وقضى أربعة مواسم مع هذا الفريق اكتشف خلالها
مسؤولو الكرم أنّ مستواه يسمح له باللعب لفرق قويّة في قسم النخبة فاقترح
على الترجي انتدابه ولكنّه لم ينل الفرصة ثم اقترح على الإفريقي التعاقد
معه ولكن إدارة الإفريقي رفضت قبل أن تطالبه بالتدرّب لفترة محدّدة مع
الآمال بإشراف فوزي الرويسي. في الأثناء سعى وكيل أعماله سليم بولصنام رفقة
والده إلى إيجاد حلّ أفضل فحصلت الاتصالات بالنادي الصفاقسي الذي قرّر
التعاقد معه واقترح المنصف السلامي مبلغ 10 الاف دينار لانتدابه. ولئن حصل
الاتفاق على قيمة الصفقة فإن صيغة التسديد كادت أن تلغي الاتفاق قبل أن
يتدخّل والده الذي يبدو أنّه ضمن هذا المبلغ ( هنالك من يتحدّث على أنّه
فوّت في بعض ممتلكاته) والمهمّ أنّه التحق بالنادي الصفاقسي ولكنّه قضى 4
أشهر مع فريق الآمال إلى حين قدوم نبيل الكوكي الذي امن به سريعا ومنحه
الفرصة للعب مع الأكابر فسجّل عديد الأهداف قبل أن يبرز للجميع خلال مقابلة
النادي البنزرتي الموسم الماضي ( كان وراء هدفين وإقصاء كريم بن عمر) وفي
هذه الفترة وقف الجميع على قيمة هذا اللاعب.
أما النقلة الثانية في
مسيرته فكانت الدعوة التي تلقاها من قبل سامي الطرابلسي للمنتخب الأول
والحال أنه لم يلعب لأي منتخب من منتخبات الشبّان طوال مسيرته وحينها اعتبر
قرار الطرابلسي مفاجأة ولكن الأيّام أثبتت أنّه استحق الدعوة رغم أنّه لم
يساعد المنتخب خلال نهائيّات أمم إفريقيا.
تحويل وجهةمع
الكوكي كان بن يوسف دائما في مواجهة المرمى فإمّا أن يلعب قلب هجوم أو
مهاجما ثان وهذا الأمر تكرّر في المنتخب الوطني ولكن مع كرول تغيّر الوضع
فكرول قرّر تغيير مركز هذا اللاعب من قلب هجوم محوري إلى الأطراف وفي
البداية وجد بن يوسف عديد المصاعب ولكنّه فيما بعد وجد توازنه وقال بهذا
الخصوص: من الطبيعي أن أجد مصاعب في البداية لأنني تعوّدت على شغل دور قلب
هجوم رغم أنني في بداية مسيرتي شغلت في بعض الفترات هذا الدور ولكن
اختيارات المدرّب يجب احترامها وبمرور الوقت وجدت توازني في هذا المركز
وتأقلمت معه وأعتقد أن هذا الأمر مكسب لكل لاعب لأنّه يمنحني فرصة اللعب في
مركزين ومساعدة الفريق حسب الحاجة.
وبعد المردود الذي قدّمه بن يوسف
الموسم الماضي في دور قلب هجوم ومستواه هذا الموسم على الرواق فمن الصعب
تحديد المركز الأفضل لهذا اللاعب فهو يصلح لكل المواقع الهجومية فمن النادر
أن جمع لاعب بين طول القامة والمهارات الفنيّة العالية والسرعة الفائقة
ولقطة ضربة الجزاء تثبت ذلك بلا شك فقد تفوّق على النغموشي.
وهذا الموسم
أصبح بن يوسف صاحب أكبر عدد من التمريرات الحاسمة في النادي الصفاقسي وهو
مكسب جديد يضاف إليه لأن قيمة المهاجم ليست بعدد الأهداف فقط بل أيضا
بمساهمته في تسجيل الأهداف.
من جهة أخرى يعرف بن يوسف لدى المقرّبين منه
بتسمية كرواتش في إشارة إلى التشابه في البنية الجسديّة بينه وبين النجم
الأنقليزي بيتر كراوتش وحسب اعتقادنا فإن لبن يوسف مهارات فنيّة تفوق بكثير
قدرات النجم الأنقليزي من حيث المهارات الفنية ولكن نسب النجاح في التجسيم
بعيدة كل البعد.
اللقب الأولصعود بن يوسف مع شبّان كثر في
النادي الصفاقسي ساعده كثيرا فالنادي الصفاقسي يملك أصغر معدّل أعمار في
البلاي أوف ويرى بن يوسف أن هذا الأمر ساعد فريقه كثيرا: تنقصنا الخبرة
الجماعية بالمواعيد الصعبة والهامة وهو أمر لا ننكره ولكنّه في الان نفسه
لدينا طموح كبير ورغبة جامحة في تحقيق الانتصارات والحصول على البطولة
الأولى بالنسبة إلى العديد منّا لذلك فإننا عازمون على الذهاب بعيدا في هذه
المسابقة وتأكيد كل طموحاتنا فأمامنا مقابلتان ونتحكّم في مصيرنا وأعتقد
أن هذا التقارب بين اللاعبين هو واحد من مفاتيح النجاح في الفريق فضد
الترجي تعاهدنا على إهداء الانتصار إلى محمد علي منصر وهو ما حدث في
النهاية رغم صعوبة المقابلة ومختلف السيناريوهات التي وقعت.
أبو ريّان