استعدادات الزواج .
يحدد أهل المعرس موعد العرس فيبدأ أهل العروس الاستعداد ، فتحجب العروس عن الناس ولا يراها أحد غير أهلها ، وفي هذه الفترة تقوم أمها أو إحدى قريباتها وأحيانا تقوم " الماشطة " بدهن جسم العروس بالنيل الأزرق المخلوط ببعض الأعشاب ، أما وجه العروس فيدهن بـ " الورس " وهو نبات عشبي لونه ضارب إلى الصفار يعطي البشرة نعومة ورقة ، وتكون هناك خلطات خاصة تجهز لليلة الزفاف توضع في شعر العروس وهي عبارة عن مجموعة من المدهنات والزيوت العطرية وتسمى الياس أو البضاعة .
ويدهن جسم العروس لمدة 4 أو 5 أيام وتغطى العروس بشيلة أو خمار أسود شفاف ، وفي ليلة الأربعاء والخميس تُحنّى العروس في قدميها ويديها ، وتحنيها نفس المرأة التي تقوم بتزينها ، وكانت حنة العروس قصة أو بها بعض النقوش على أطراف الكف مثل رسم هلال ، أما الأصابع فكانت تُحنى أطرافها مع الظفر على شكل كشتبان .
ولم تكن هناك زخارف على القدم ، بل تكون الحنة عبارة عن خط يمتد من فوق الإبهام ثم ينزل قليلا حتى يمشي في خط مستقيم أو متعرج مع دوران القدم ، ويكون مع العروس بعض أقاربها من النساء المتزوجات عندما تقوم المرأة بوضع الحنة فوق يديها ورجليها ، أما بالنسبة للعريس فيحنى على طريقة الغمسة ، أي أن تغمس رجله إلى الرسغ بالحنة وكذلك يداه إلى المرفق .
لـيلـة العـرس .
في احتفالات الأعراس تبدأ فرقة العيالة في أداء فنونها مع بدء الاحتفال بمراسم الزواج ، وتستمر الأفراح أسبوعا قبل الزفاف . وفي صباح يوم الزفاف الذي عادة ما يكون الخميس ، تجتمع بعض نساء القرية في بيت أهل المعرس لمساعدتهم في إعداد الإفطار للضيوف مثل الهريس والخبيص والحنفروش والبلاليط والقهوة والشاي ، ويتوافد الرجال والنساء من جميع إنحاء القرية إلى منزل أهل المعرس للسلام والتهنئة ، ويقدم لهم الإفطار والقهوة ، ويقوم أهل المعرس بذبح الأغنام والجمال ، وتحضر قدور واسعة تترك على النار لطهي اللحم والأرز للضيوف المدعوين حيث يتناولون الغداء والعشاء ، وفي خيام الغداء غالبا ما يكون الحضور من أهل القرية والأقرباء ، أما في المساء فيتوافد المدعوون من جميع القرى على الجمال أو الحمير أو مشيا على الأقدام يرافقهم أطفالهم وبعض النساء ، وقبل وصولهم إلى المكان المخصص للعرس يقبلون جماعة مشيا على الأقدام باتجاه الساحة حاملين بنادقهم في جو غنائي بهيج .
ويقوم الحضور الجالسون في ساحة العرض بملاقاة الضيوف القادمين فيتبادلون التعبير عن فرحتهم بطلقات النار في الهواء ، ويستمر ذلك حتى يتلاقى الطرفان ويسلم كل منهم على بعض بالأيدي أو بالخشم ، وهي الطريقة المعروفة للسلام ، وتقدم لهم الفواله والقهوة ، وقبل المغرب تفرش الأسمطة ويقدم العشاء فيجتمع الضيوف على شكل حلقات حول الطعام ويتقدم أكبر الحضور سنا في كل حلقة بكسر رأس الذبيحة تيمنا به ، ولا يترك الرأس بدون كسر لأن ذلك يعد عيبا في أي وليمة ، وفي الليل تقوم النساء والفتيات بالغناء للعروس ، ويقوم الرجال بأحياء ليلة العرس وذلك بالرزفة ، وهي رقصة شعبية تتكون من بيتين من الشعر .
وفي بعض الأعراس ينتقل العريس ومجموعة من الحاضرين وأهله وجيرانه غلى المسجد حيث يؤدون صلاة العشاء ثم يتوجه العريس مع أقربائه وجيرانه إلى بيت العروس حيث يتردد غناء النسوة والزغاريد وضرب الدفوف ، ويدخل العريس إلى بيت العروس ويتجهون به إلى الغرفة الخاصة به ويتركه الرجال قائلين : " منك المال ومنها العيال " ، ويمكث العريس في بيت أهل العروس أسبوعا.
عادات أهل البحر .
أما بالنسبة لسكان الشواطئ فيأتي العريس وأهله إلى بيت العروس في المساء ، ويجلس الجميع في مكان يكون معدا خصيصا للدخول في بيت أهل العروس ، وتمتد بهم السهرة غلى منتصف الليل ، وبعد ذلك ينصرف الجميع ويبقى العريس جالسا وحده ، وخلال دقائق تأتي العروس وبرفقتها اثنتان أو ثلاث نساء من أهلها ، وما أن تصل إلى الباب وبرفقتها النساء الزافات يلاقيهن العريس ويعطيهن ما تجود به نفسه من المال حتى يسمحن له باستلام عروسه ، ويغلق الباب ، وهذا أول لقاء بينهما ، وما أن يؤذن لصلاة الفجر حتى تأتي والدة العروس لتأخذ أبنتها التي تعود غلى عريسها بعد فترة وجيزة وتقدم الفطور إلى عريسها ، وتبقى في بيت أهلها مع زوجها مدة ثلاثة إلى سبعة أيام ، وبعد انقضاء الفترة التي يمضيها العريس في بيت أهل العروس بإمكانه مرافقة عروسه إلى بيت أهله أو الذهاب قبلها في احتفال ليلي تشارك فيه مجموعة من النساء .
تزف العروس في الإمارات قبيل الفجر ولا ينال منها الزوج إلا ما دون الوطء ، ثم أذا أصبح جاءه المهنئون قائلين : " مبروك ما دبرت " ، ويقال لهذه التهنئة " التصبيحة " وتدخل المهنئات من النساء ، ثم تقدم الفوالة والقهوة والطيب ، وتقوم امرأة من الجالسين ومن قرابة العروس فتكشف البرقع عن وجه العروس .
عادات أهل البادية .
أما أهل القرى والبادية فيدخلون الزوج على الزوجة من أول الليل بعد انتهاء الاحتفال مباشرة وينال منها وطره ليلا ، ويطلق ثلاث طلقات في الهواء عند الصباح إذا كانت زوجته بكرا ، أما الثيب فلا ، ودخول الزوج على زوجته في منزله بخلاف المدن ، فإن الدخول يكون في بيت أب الزوجة ويقيم عندها سبعة أيام ، ثم يرتحل بها إلى منزله في موكب إما برا أو بحرا .
وغالبا ما ينتقل المعرس مع عروسه في صباح الجمعة حيث تقوم النساء بتجهيز العروس التي تلبس كندورة الزفاف وثوبا ، يفرع ويمشط شعرها ويدهن بالحل وتخضب مقدمة الرأس بالزعفران وتلبس البرقع والشيلة والعباءة ، وبعد ذلك تخرج مع عريسها إلى بيت أهله . أما ملابس العريس فهي عبارة عن كندورة بيضاء وعباءة " بشت " ويتوسط بطنه خنجر ويمسك بيده عصا خيزران .
زفـة الضحى .
بعد أن تترك العروس مع عريسها ليلة الدخلة مدة نصف ساعة أو إلى أذان الفجر ، تجهز مرة أخرى لتزف " زفة الضحى " فإذا كانت العروس من عائلة غنية أو ابنة شيخ القبيلة أو أميرها فإنها تحمل في سجادة عجمية بواسطة النساء ، وإذا كانت ابنة عائلة ميسورة الحال أو فقيرة فإنها تذهب إلى زوجها ماشية على قدميها .
نقل العروس إلى بيت زوجها .
ينتقل العريس مع عروسته بعد أسبوع من الزواج ويذهب إلى أهله ليبلغهم بقدوم عروسه حتى يكونوا على استعداد تام فيقومون بإعداد العشاء ودعوة الجيران والأهل الذين سيأتون بالعروس إلى البيت ، وعندما تأتي العروس يستقبلها الأهل بالحفاوة والترحاب ، ويقدم للضيوف العشاء وتدار مداخن البخور ويرش ماء الورد على الحاضرين حفاوة بمقدم العروس ، وبعد ذلك تنصرف المدعوات من النساء وهن يباركن للعروس بالسعادة والهناء وتبقى العروس مع أهل زوجها .
محتويات بيت العروس .
تسكن العروس مع أسرة زوجها في بيت واحد وتكون لها غرفة خاصة ، ففي الصيف يكون مجهزا لها عريش يتكون من جريد النخل وسعفه ومفروش بالسجاد ويوجد به سرير من الخشب عليه طرح من القطن ومغطى بمفرش إما مزخرف أو رداء ، ويوجد في غرفة العروس كذلك صندوق لوضع الثياب ومرآة ومبخرة للثياب وبعض العطور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][