وفجاة اجهشت النسور بالبكاء.. بعدما اظهرت الخيول سرعة فائقة و من الحضور البدني و الفني ما قتل..بين خيول بوركينا و نسور تونس..لم” تكن هنالك صورة ” في تعبير مجازي خاص بمعجم ام الالعاب العاب القوى. لم تكن هنالك صورة ,لانه اصلا لم تكن هنالك مباراة (في الشوط الثاني)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بوركينا تتاهل الى نصف نهائي امم افريقيا 2017, وتونس تغادر بسيناريو غير قابل للنقاش اداءا و نتيجة.
تونس لن تذهب ابعد من دور الثمانية, وهو ليس بالجديد. فاذكركم باننا نغادر الكاس الافريقية في ربع النهائي للمرة الخامسة في البطولات السبع الاخيرة. و في كل الاحوال , فانك لن تلعب المربع الذهبي لبطولة بهذا الحجم بعد ان تقبل 7 اهداف كاملة في اربعة مباريات..
احتياطيون في الاندية..اساسيون في المنتخب..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لن تلعب مربع الكان بلاعبين احتياطيين في انديتهم وغاب عنهم نسق المباريات (عبد النور في فالنسيا – الخزري في سندرلاند ) و اخرين عائدين من اصابات او قادمين من بطولات “نصف كم ” و لو قدمت هذه البطولات ملايين الدولارات..ولو سميت دوري نجوم قطر.. فانها لا تسمح لهم بمجاراة نسق البطولات الكبرى والمباريات الاربعة في 11 يوما (المساكني- )
ولمن يبحث عن المزيد من البراهين, فعليه ان يراقب الانهيار البدني للمنتخب في الشوط الثاني و تحديدا انهيار الخزري و المساكني و السليتي بينما فعل المدرب دوارتي البقية بايقاف الثنائي بن عمر- ساسي و بحسم معركة خط الوسط.
الموضوع اثر”كارثة ليبروفيل” هو اكبرمن ان يكون ..عبد النور في المحور او عبد النور على اليسار. المسالة اكبر من ان تبسط لتكون مجرد “انسحبت تونس لان المدرب لم يخرج عبد النور,او لانه لم يشرك معلول” . فسهل جدا ان تختصر كل مشاكل هذا المنتخب في التغيير التكتيكي الذي احدثه كاسبرزاك على تكوينة الخط الخلفي.. فالموضوع هو ان تونس هي من انهزمت ضد بوركينا و ليس ايمن عبد النور بمفرده.
صحيح بان مردود مدافع فالنسيا مثل احدى الحلقات الضعيفة لتونس في نسختها ” الغابونية 17″. لكن السقوط جماعي ,و الفشل جماعي ..
لقد انهزمت تونس التى رفضت اللعب في الشوط الثاني ,وانهزم كل المنتخب الذي خلال تسعين دقيقة كاملة من مباراة بهذا الحجم, لم يصنع سوى انصاف فرص قليلة و شحيحة و ترك المجال لبوركينا فاصو التى لقنتنا دروسا في فنون المستديرة.
و لقد انهزم هذا المنتخب بعد ان قام باخطاء شملت كل الخطوط و تقريبا كل اللاعبين.. و معه هيهزيمة البطولة الوطنية الضعيفة , تسمى الرابطة المحترفة الاولى و التى نزلت “بعد ثورة البلاد المجيدة” الى مستويات غير مسبوقة من الضعف و العنف و الامبالاة..
و قبل ان نصل الى كارثة “حمام الثلج في منتصف الليل”, فقد رسمت اخطاء الخروج منذ البدايات..منذ حدث السينغال:اهدار الفرص السهلة امام الحارس ديالو (العكايشي- المساكني) وعملية ضربة الجزاء المجانية (عبد النور) و كوارث الدفاع عامة..ثم الى شوط اول ضد الجزائر خرجنا منه بحظ كبير..واخطاؤنا امتدت الى مباراة الزمبابوي التى هلل بها الجميع, بينما جاءت ضد منتخب مجهول سجل لنا هدفين ولم يشارك قبلها في الكان سوى مرتين (وهو حسب رايى الانتصار الذي اخفى الكارثة القادمة ).
أخطاء المبتدئين.. تواصلت مع هفوات الحارس البلبولي مثلا ضد بوركينا في اعداد و توجيه الحائط الدفاعي و في تمركزه على الكرة الثابتة للهدف الاول , ثم في عملية الخروج المتسرع على الثاني
كاسبرزاك.. و حمامات الثلج …
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و يبقى موضوع اخر هو اكثر من اثار حيرتي في سياق هذا الانسحاب “المرير” لدى الكثير و”المنطقي” لدينا. موضوع هنري كاسبرزاك ؟
فإن يقف رجل العقد السابع متفرجا سلبيا بين الشوطين ,او ان يفقد بمحظ ارادته و بقراره توازن الجهة الهجومية اليسرى (المثلث معلول-السليتي- المساكني) بعد اخراج مدافع الاهلي المصري من التشكيل ضد بوركينا..
او ان يترك كل الفريق ينزل الى الهجوم بتلك الطريقة الهاوية في عملية الهدف الثاني..بينما لا تزال النتيجة واحد لصفر.. ولا يزال في المباراة ما يناهز العشرة دقائق باحتساب الوقت المضاف.
اوان يتاخر بالتغييرات الى “ما بعد خراب مالطا” ( دخول خليفة و العكايشي بعد قبول الهدف الثاني انطلاقا من الدقيقة الخامسة والثمانين)
و كأنّ هنري كاسبرزاك لم يلعب الكان الافريقية في سبعة مناسبات, وكأنّه لم يصل سابقا الى المربع الذهبي ثلاثة مرات.و كأنّه لم يلعب ابدا مباراة ربع نهائي في الكان ( بينما كانت الرابعة له في هذا الدور).
و لانني اعرف جيدا خصال الرجل و شخصية المدرب عند ولايته الاولى مع المنتخب (94-98) فانني اكتفي بالقول: يا عجباه.. كيف اصبحت؟ وماذا فعلوا بك يا هنري؟ اعادوا لنا كاسبرزاك بعد 17 عاما,و لم يتفطنوا بان الكرة تغيرت و الاساليب كذلك..و معها طرق اعداد المنتخبات للبطولات الكبرى.
لوبيات ضاغطة خلف الفريق..مدير فني حاضر اعلاميا في البدايات ثم يختفي قصريا مع تقدم المباريات ..ادارة اتحاد يبدو انها تتحمل مسؤولية التعويل عن مدرب من الماضي.. مدرب يبدوا ان ثقل السنوات الطويلة (واحدا وسبعين عاما) اسقطته في نوم عميق..بينما يتجول لاعبوه في سيارات اجرة وتحت امطار افريقيا الاستوائية في منتصف الليل للقيام بحصص علاج طبيعي عبر حمامات الثلج على بعد عشرات الكيلومترات من مقر الاقامة و ذلك ليلة مباراة ربع النهائي..
مشهد سريالي و غير مسبوق..على الاقل لذاكرتي المتواضعة في تغطيات البطولات الكبرى (ستة بطولات افريقية وخمسة نهائيات لكاس العالم ). اختصارا .. لم اسمع و لم اشاهد من قبل لاعبين يغادرون النزل ليلة مباراة حاسمة تحت الامتار وفي انصاف الليالي..ولو كان سبب ذلك علاج و حمامات ثلج ستحولهم الى لاعبين- عمالقة للمباراة الموعودة.
فشل جماعي لاتحاد..لمدرب ..ولمنتخب. منتخب..لم نحلم معه في اي لحظة رغم التطبيل والتهليل من قافلة المهللين. اذن, لم يكن انسحاب”مفاجئ” ,او خروج “من اجل عيون عبد النور”. قلتها و اكررها بامانة: المنتخب الحالي حدوده كانت مكشوفة منذ البدايات و يختصر في هزاته كرة البلاد المريضة.” كرة ماذا ايها الابله…”
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]