ادل الدعداع (نائب رئيس الرابطة )لـ«الشّروق» .. رزنامة البطولة ضحية الضغوطات ومصالح بعض الأندية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تعرّض إلى القمع خلال سنوات الجمر، وكان من أسعد السّعداء برحيل المخلوع، وسقوط عدد من الدكتاتوريات الكرويّة، وأصبح الدعداع من صنّاع القرار في «بوقرنين»، ويجوب في حريّة أصقاع العالم ناشطا في دنيا المال والأعمال، وفاعلا في لعبة السّياسة التي أضحت بعد «الثّورة» الشّقيقة الروحيّة للرياضة.
اليوم «نستنطق» هذه الشّخصية «الجامعة» لكلّ شيء دون أن تدخل يوما الجامعة. وقد تكلّم عادل بتلقائيته المعهودة، وجرأته المعروفة عن واقع الرّابطة، وطبيعة علاقتها بمكتب الجريء علاوة على التحكيم، وحمّام الأنف، و»الوداديّة»، وثلّة من الشّخصيات المشهورة...
وضعت حداّ لمسيرتك مع «الهمهاما»، وانتقلت إلى الرّابطة فهل تظنّ أنّك اتّخذت القرار الأمثل أم أنّك قمت بخطوة إلى الوراء؟
أفاخر برئاستي لقلعة رياضيّة كبيرة مثل «الهمهاما» التي لم أبخل عليها بالجهد، والمال لتصمد في واجه العواصف، والأزمات. وكان من المنطقي أن أترك منصبي تنفيذا لمبدأ التداول على السّلطة. ويعرف الجميع أنّني خرجت من أوسع الأبواب حتّى أنّ أبناء الدار ألحوا على بقائي لكنّني رفضت خاصّة أنّني لست على إستعداد لمغادرة الجمعيّة بطريقة مهينة كما حصل مع ثلّة من المسؤولين الذين لم يسلّموا كرسي الحكم إلاّ بعد أن رفع الجمهور في وجهوهم الشّعار المعروف :»ديغاج». كما أنّني كنت متحمّسا لتغيير الأجواء، وخوض تجربة مختلفة في عالم التسيير. وقد وجدت ضالتي في الرابطة. وقد يقول البعض إنّ هذا المنصب سيعيدني إلى الظلّ. وهذا الأمر لا يعنيني لأنّ العبرة تكمن في خدمة الكرة التونسيّة، وليس في خطف الأضواء، وإحتلال البلاتوهات التلفزيّة صباحا، ومساء.
بعد أشهر من التّغيير الحاصل في الرابطة هل تعتقد أنّ مكتبكم قلب الأوضاع أم أنّ دار لقمان بقيت على حالها واقتصر دوركم على عقد الاجتماعات، وإصدار العقوبات، وجمع «الاتاوات»؟
لا يخفى على أحد حجم النقائص التي تعانيها الرابطة، وقد كنت شخصيا من أكبر المتفاجئين بالوضع المزري للمقر الخاصّ بهذا الهيكل. وسارعنا بالاتّصال بالجهات المعنيّة لتشييد مبنى يليق بثقل هذا الهيكل في المشهد الكروي، ومن شأنه أن يدعم الاستقلال التامّ للرابطة. وقد تعهدنا أيضا بتطبيق القوانين بحذافيرها. ونفعل المستحيل لنعامل كلّ الجمعيات على قدم المساواة. ذلك أنّه لا فرق بين الـ»كبار»، والـ»صّغار». ولن نسمح مطلقا باختزال دور الرّابطة في معاقبة المذنبين، أو تحويلها إلى «قباضة» مهمّتها الأساسيّة جمع المال. ويسعى مكتبنا برئاسة محمّد العربي إلى تطوير الأداء عبر جملة من الإجراءات العمليّة منها بعث موقع إلكتروني كامل الأوصاف، و»محترف» بأتمّ معنى الكلمة. وقد نشارك أيضا في دورات تكوينيّة خارجيّة أملا في الاستفادة من التجارب النّاجحة في بعض البلدان التي تمارس الكرة «الحقيقيّة».
مكتبكم متّهم بالولاء المطلقة لجامعة الجريء فما هو ردّكم على ذلك؟
لقد أصرّ البعض على أنّ قائمتنا الانتخابيّة كانت «مدعومة» من الجامعة. والحقيقة أنّنا فزنا عن جدارة، واستحقاق، ودون حاجة إلى القيام بتلك الممارسات الدنيئة، والمعهودة في الحملات الانتخابيّة مثل شراء الأصوات، وتقديم حزمة من الوعود الشفاهيّة للمقترعين. وبلغة أوضح انتصرنا لأنّنا كنّا الأفضل، ودون أن نوزّع «الشّوكوطوم» على رأي البعض (ضاحكا)... وأعتقد أنّه ليس عيبا أن نعمل مع الجامعة في كنف التناغم، والانسجام خاصّة أنّنا من المؤمنين بتوفير عنصر التكامل بين هذين الهيكلين وذلك لا يعني أبدا أنّ الرابطة موالية لمكتب الجريء.
تسبّبت التعيينات في ضجّة كبيرة، وحملة واسعة النّطاق على مكتب الرابطة، فهل من توضيح في هذا الموضوع؟
لقد شاع في الأوساط الرياضيّة أنّ الرابطة هي المسؤول عن مشاكل التعيينات في حين أنّ هذا الملف الشائك يخضع لجملة من الضّغوطات منها التزامات منتخباتنا الوطنيّة، والمشاركات القاريّة لفرسان تونس علاوة على الاحتياطات الأمنيّة، وعائق البنية التحتيّة (غياب الإنارة، عدم صلوحيّة بعض الملاعب...). وتجتمع كلّ هذه الظروف الاستثنائيّة لتفرض علينا خيارات بعينها. وقد لا يحصل حولها الإجماع خاصّة أنّ الجمعيات تعوّدت على الدفاع عن مصالحها الذاتية. ولا تهتمّ أبدا بالمصلحة العامّة. وبالمختصر المفيد نؤكد أنّنا نتعامل مع الوضع القائم بما فيه من صعوبات.
تصنّف على أنّك من المسؤولين المحنّكين، والنّافذين، والعارفين أيضا بما يحصل في الكواليس فهل تملك إجابة شافية للغز التّحكيم؟
قيل كلام كثير حول هذا القطاع، ولكن لا يمكنني كيل الاتّهامات جزافا لقضاة ملاعبنا، والمشرفين على هذا السّلك وفيهم مدير الإدارة الوطنيّة للتحكيم عوّاز الطرابلسي الذي أظهر تعاونا كبيرا مع مكتبنا على مستوى التقارير الخاصّة بالأحدث المسجّلة في مقابلات «المحترفين». وسأكتفي بالإشارة إلى أنّ مجال التّحكيم يلفّه الغموض...
ألا ترى أنّ الضبابيّة تسيطر أيضا على مستقبل «وداديّة رؤساء الأندية المحترفة» التي كنت أحد عناصرها الفاعلة بالأمس القريب؟
لن أبالغ في شيء إذا قلت إنّ الوداديّة «ماتت». ذلك أنّ دورها تلاشى، ولم تعد لها المقدرة على الاستجابة لمشاغل الجمعيات التي تفاقمت أزماتها الماليّة. ومن الواضح أنّ هذا الضعف الفادح للـ»وداديّة» مردّه انسحاب عدد من المسيّرين المؤثرين في نشاطها. والكلام بالأساس عن الهادي البنزرتي، وماهر بن عيسي، وشخصي المتواضع...
ما سرّ الاهتمام المفاجئ، والمتزايد لحزبكم بالرياضة؟
تستولي الرياضة على اهتمام كلّ الفئات، والجهات. ومن الطّبيعي أن تلتفت النّخب السياسيّة لهذا المجال. ومن البديهي أن تتأثّر حركة النّهضة، وتؤثر في الميدان. ولا أخفي سرّا إذا قلت إن حزبنا يولي الرياضة مكانة مميّزة حتّى أنّ رئيس الحركة أذن بتركيز شاشة عملاقة في مقرنا بـ»مونبليزير» لمتابعة لقاء المنتخب أمام بوركينا رغم تزامن المباراة مع اجتماعات مجلس الشّورى. كما أننا نشعر بالفخر بعد أن استقبل الشيخ راشد البطل العالمي، والأولمبي أسامة الملولي تشجيعا له على مزيد التألّق. وليس من باب اللّهث وراء الدعاية كما يتصوّر البعض. ونحن أبرياء كذلك من تهمة «دعم» جامعة كرة القدم، ورئيسها الجريء الذي صمد في منصبه، وتفوّق على خصومه الذين اتّضح أنّهم ضعفاء. ولا شكّ في أنّ تهافت كلّ المسؤولين على الوقوف في صفّه يقيم الدليل على اقتناع الجميع بأنّه رجل المرحلة.
أنت تمارس الرياضة، وتمتهن السياسة، وتجمع المال ولا تكاد تنزل من الطائرة، فكيف يمكنك إدارة هذه «الامبراطوريّة»؟
(مبتسما) أقوم بكل هذا بتوفيق من الله عز وجلّ. وأتمنى أن أنجح في خدمة البلاد في أكثر من مجال. مع العلم أنّني أفضّل الرياضة على السياسة، وأعتقد أنّ المسؤولين الذين يخلطون بين الأمرين أمام حتميّة عدم تجاوز صلاحياتهم، وتجنّب إستغلال نفوذهم حماية للرياضة من «دنس» السياسة.
شخصيات رياضيّة تحت مجهر الدعداع
حمدي المدب: مسؤول كبير، صديق عزيز، وأكثر من شقيق
رضا شرف الدين: مثال يحتذى في الصّمود، والنّجاح
محمود البارودي: كانت أوراقه مكشوفة أثناء انتخابات الجامعة
طارق ذياب: قدّم الكثير للجمعيات عندما كان على رأس الوزارة التي تراجع أداؤها بشكل رهيب بعد رحيله
الفاضل بن حمزة: مسؤول «مبتدئ»، طموح ومطالب بلمّ الشّمل في حمّام الأنف
المنجي بحر: أصبح في خبر كان. إنّه جزء من الماضي
الدعداع في سطــــــــور
- لاعب سابق في الزّهراء الرياضيّة (أصناف الشبّان)
- رئيس سابق لنادي حمّام الأنف
- رجل أعمال وسياسة
- يشغل حاليا منصب نائب رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة