[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قصة مؤثرة يرويها الاخseif ben salemعن واقعة حدثت مع والده الدكتور متصف بن سالم رحمه الله
في ربيع2001 كان والدي رحمه الله تحت الإقامة و كانت آخر تنكيلات النظام الفاشي أن قطع عليه كل وسائل الإتصال الخارجي بما في ذلك الهاتف و طلبوا منه نزع البارابول... طلب مني وقتها أن أعود إلى مسقط رأسه ببئر صالح و أن أقوم بترميم مقر إقامته هناك و تجهيزه للسكن و كأنه سيعود إليه في القريب العاجل و أن أنشر الخبر في الأهالي وهو الذي لم يطأه منذ قرابة 10 سنوات.. إستغربت الأمر لكنني لم أشاء الدخول في التفاصيل و نفذت الأمر كما طلب مني هو... و بعد عودتي سألته عن الأمر فروى لي قصة مثيرة جدا على ما أذكرها تقول القصة أن وزيرا صالحا نصب له أحد العاملين في القصر مكيدة و لفقها له فأطاح به و أمر الملك بالتنكيل به حتى أنهم سجنوه في جزيرة لا يرى فيها إلا الحراس و منعوه حتى من زيارة أقاربه و لم يكن له من منفس سوى حارس لطيف رق قلبه على حال الوزير السابق فخدمه خلسة بأن ينقل أخباره إلى أهله... و ذات يوم ألقى أحد الحراس له بالرغيف من الباب كما يلقى للحياونات في القفص و لكنه عندما قام لأخذه سبقه كلب و تبول على الرغيف عندها نادى الحارس الذي ينقل أخباره لأهله و طلب منه أن يعلم زوجته بأن تستعد للإحتفال و أن هذه المحنة ستنفرج خلال أيام معدودة و سيعود أفضل من السابق...
إستغرب الحارس الأمر و خاف أن ينكشف أمره و يعلم الملك به فيقتله عندها ذهب للقصر و إعترف للملك بالأمر و طلب العفو عما فعل... إحتار الملك من الأمر و طلب كل وزرائه للمشورة و عرض عليهم القصة... إتفق كل الوزراء أن هذا الوزير السابق كان صالحا و كان صاحب حكمة لولا الخطأ الذي وقع فيه و قالوا جميعا أنه ما يقدم على هذا قرار إلا و فيه حكمة و الأكيد أنه فعلا سيعود أقوى من السابق عندها خاف صاحب المكيدة و أجهش بالبكاء و أعترف بكل ما إقترفه من إتهام بالباطل و طلب العفو و المغفرة من الملك... طبعا القصة إنتهت بإنتهاء المحنة و عودة الحق لصاحبه و لكن الملك أصر على معرفة كيف تنبأ الوزير السابق بذلك فطلب منه أنه يعلمه ما أوتى من حكم جعلته يتنبأ بالإنفراج... أجابه الوزير ببساطة لقد وصل الحد بي في محنتي إلى أن يتبول الكلب على رغيفي و أنا جائع فقلت ما بعد ذلك من إبتلاء فالأكيد أن الله سيفرجها الآن....
بعد أن روى لي والدي القصة بأقل من أسبوع جاءنا أحد البوليسية و أعلم والدي أن المسؤولين في الداخلية طلبوا منهم معرفة سبب إقدامه على ترميم منزله ببئر صالح و إن كان هناك شيئا تغير في تصرفات والدي في الأشهر الأخيرة و أن يفيدوهم بتقرير يومي على كل التفاصيل المحيطة به عوض التقرير الأسبوعي.... أيام قليلة بعد ذلك إستفقنا في الصباح الباكر قبل حتى صلاة الفجر على ضجيج سيارات كثيرة تبين لنا أنها سيارات شرطة في العادة تحرسنا سيارة واحدة و في أقصاه أثنان لكن هذه المرة هناك أربعة سيارات منه واحدة رسمية و عدد كبير من الشرطة... نظر لي والدي و قال اليوم سترفع الأقامة الجبرية ....
فعلا عند المساء جاءت سيارة شرطة للمنزل و بمجرد أن فتح والدي الباب حتى إنهالوا عليه بالتعنيق و الفرح و منهم من بكى وهو يهنأ والدي بخبر رفع الإقامة الجبرية...
مشهد لن أنساه طيلة حياتي... قال لي والدي فيما بعد أنا متأكد أن المسؤولين في أعلى هرم السلطة لم يهنؤوا يوما منذ أن علموا بخبر إمكانية عودتي لمسقط رأسي و أنهم متأكدون أن الله لن يخيبني فقرروا أن يحققوا ذلك بإرادتهم عوض أن يتحقق رغما عن أنفهم...
تذكرت الحادثة و لن أنساها و العبرة منها أنه إذا ما وصلت بك الإبتلاءات لحد أن يتبول الكلب على رغيفك فأعلم أن الفرج سيبدأ في الوقت....
رحم الله والدي