خبرة الترجي تتفوق على طموح حمام الانف

على هامش مباراة نادي حمام الأنف ـ الترجي الرياضي (1 ـ 3)
العبيدي (مدرب حمام الأنف): الكرات الثابتة صنعت الفارق
الكنزاري (مساعد مدرب الترجي): أكدنا قوتنا الهجومية
حقق الترجي الرياضي فوزه السادس على التوالي لكن وجد مرّة اخرى عديد الصعوبات لتأمين هذا الفوز سيما وأنه انهى الشوط الأول متخلفا بنتيجة (1 ـ 0)، اما نادي حمام الانف فقد انقاد لهزيمة جديدة رغم انه قدّم مستوى جيّدا خاصة على مستوى التحكم في الكرة والتدرج السريع عند بناء العملية الهجومية المعاكسة، لكن الترجي عرف في نهاية المطاف كيف يتجاوز بعض النقائص سيما على مستوى اللعب الجماعي وينجح بفضل حسن استغلاله للكرات الثابتة ان يفوز بثلاثة اهداف...
.... «الهمهاما» بنفس امتياز الموسم الماضي
ما من شك ان جميع التكهنات كانت تصب لمصلحة الترجي الرياضي صاحب اقوى خط هجوم في هذا المباراة، لكن حقيقة الميدان خلال الشوط الاول كانت مغايرة تماما اذ كان الامتياز لابناء فتحي العبيدي الذين خاضوا شوطا أول نموذجيا لاحت خلاله نقطة قوة الفريق وأحد سماته التي تميزه. نادي حمام الانف اعتمد على تأمين خطه الخلفي وأغلق المساحات أمام صانعي الالعاب اسامة الدراجي ويوسف المساكني فتاه بيافينو ومايكل في الدفاع، مما اضطرهما في بعض الاحيان للعودة الى وسط الميدان لايجاد حلول بديلة اما الترجي فقد اتسم اداؤه بغياب التركيز على مستوى العمل الهجومي، وافتقد لأهم نقاط قوته عندما اكتفى كل من أفول وشمام بالدور الدفاعي فقط كل هذه المعطيات تعامل معها زملاء بن شويخة كأفضل ما يكون ولعل عملية الهدف الوحيد خلال هذا الشوط تؤكد ذلك اذ نجح صابر خليفة في الدقيقة 12 في استثمار هجوم معاكس لينفلت في عمق دفاع الترجي ويغالط الحارس نوارة مانحا التقدم لفريقه بطريقة نموذجية وبأسلوب عوّدنا به نادي حمام الانف خلال الموسم الماضي، وهو ما جعل المدرب فتحي العبيدي يقول: «من الطبيعي عندما نخوض مباراة ضد فريق قوي من الناحية الهجومية ان نعمل على غلق المساحات وعدم ترك الفرصة أمام مهاجميه الذين يمتلكون مهارات فردية عالية، وبالتوازي مع ذلك حرصنا على الاعتماد اساسا على التمريرات القصيرة والاسراع في عكس الهجومات سيما وان ثنائي الهجوم في فريقنا يتمتعان بالسرعة واللياقة البدية الجيّدة».
بعد هذا الهدف حاول الترجيون تنظيم صفوفهم ومواصلة الضغط على دفاع نادي حمام الانف، ورغم توفر عدة فرص ابرزها عن طريق الدراجي في الدقيقة 25 الا ان التسرّع وانعدام الحلول الجماعية كانا عائقا امام ابناء البنزرتي للوصول الى مرمى الجواشي، بل على العكس من ذلك كاد اليوسفي ان يستغل سوء تمركز دفاع الترجي ويمضي الهدف الثاني في الديقة 36 لكن نوارة ابعد الخطر... هذه المحاولة ^جسّمت كذلك الصعوبات التي وجدها الترجي طيلة الشوط الاول اذ غاب التناغم على لاعبي الدفاع ونجح نادي حمام الانف في الحد من خطورة مايكل والدراجي وبيافينو، وهو ما جعل ماهر الكنزاري المدرب المساعد للترجي الرياضي يقول: «قدمنا مستوى كارثيا وسيئا للغاية خلال الفترة الأولى حيث لم نلعب بأسلوبنا المعتاد ووجدنا عدة صعوبات سواء في الدفاع او الهجوم وأعتقد ان المشكل الاساسي تمثل في غياب التركيز وهو ما يجعلنا نراجع بعض الامورسيما وان هذا السيناريو حصل كذلك في مباراتنا الماضية ضد قوافل قفصة».
الحل يأتي من الكرات الثابتة... ومن الدراجي
خلال الشوط الثاني تغيرت المعطيات كليّا حيث وجد الترجي الحل سريعا اذ تمكن الدربالي من تعديل النتيجة في الدقيقة 47 على اثر ركنية نفذها القربي وضربة رأسية غالطت الحارس الجواشي هذا الهدف حرّر كثيرا الترجيين الذين واصلوا ضغطهم على دفاع نادي حمام الانف ليتحسن اداؤهم كثيرا سيما بعد دخول بوعزي عوضا عن السويسي لينجح الفريق مرة اخرى في التسجيل والتقدم في النتيجة بنفس الطريقة حيث استغل الدراجي توزيعة شمام من ضربة ركنية ليسكن الكرة الشباك في المقابل افتقد نادي حمام الانف لنقطة قوته خاصة وان بعض اللاعبين لاح عليهم الاعياء، ليواصل الترجي ضغطه ويتألق الدراجي بشكل لافت فأمن فوز فريقه بمهاراته الفردية عندما توغل من الجهة اليمنى وغالط الحارس الجواشي بنفس طريقة الهدف الذي سجله مع المنتخب الوطني ضد المنتخب النيجيري لينتهي بذلك اللقاء بانتصار جديد للترجي تحقق خلال الفترة الثانية بفضل الكرات الثابتة والحلول الفردية وهو ما جعل الكنزاري يقول: «ما افتقدناه خلال الشوط الاول وجدناه في الفترة الثانية وهو التركيز امام مرمى المنافس وهو ما مكننا من تسجيل ثلاثة أهداف أكدت القوة الهجومية لفريقنا» في المقابل أكد فتحي العبيدي ان الكرات الثابتة صنعت الفارق في الشوط الثاني رغم ان فريقه قدّم مستوى جيدا.