تراجع غير مبرر وأخطاء فادحة !

البارحة : المنتخب الوطني ـ منتخب المالاوي (2-2)
تراجع غير مبرر وأخطاء فادحة !
ملعب رادس : جمهور غفير
الحكم : لامبتي بوزان (غانا)
الاهداف : جمعة دق 11 و27 لتونس وشينكوبو دق 45 وكانيندا دق 80 (ض.ج) للمالاوي.
الانذارات : النفطي والبوسعيدي (تونس) ومبوندا وكامانقا ونيوندو (المالاوي).
الاقصاء : ميلينغس.
المنتخب الوطني : القصراوي، البوسعيدي، حقي، يحيى، الميكاري، النفطي، القربي، خلف الله، الذوادي (المساكني) العلاقي، جمعة.
منتخب المالاوي : سانودي، مبوندا، كانغالا، كامانقا، مواتيل، كابوتيكا، كانيندا، ميلينغس، ناغانيي (مزافا)، باندا (شينكو)، كوندوبيي (نيوندو).
فشل المنتخب الوطني في مواصلة تحقيق الانتصارات ليكتفي بتحقيق تعادل مفاجئ وغير متوقع (2-2) ضد ضيفه المنتخب المالاوي، وقد دفع منتخبنا الوطني غاليا ثمن بعض الاخطاء خلال الشوط الثاني، حيث لم يحسن استغلال بدايته الجيّدة للغاية وتسجيله لهدفين في الشوط الاول ليقبل هدفين كان بالامكان تفاديهما خاصة وانه لعب بتفوق عددي.
سيطرة ... وبداية موفقة
أمام حتمية الانتصار نزل المنتخب الوطني بتشكيلة مثالية واعتمد على خطة (1-1-4-4) حيث لعب بمهاجمين اثنين هما جمعة والعلاقي خلفه مع الاعتماد على خلف الله كصانع ألعاب وزهير الذوادي الذي يدعم الهجوم باستمرار من الجهة اليسرى، هذه المعطيات جعلت منتخبنا الوطني ينجح منذ البداية في فرض سيطرته فمنذ الدقيقة الاولى قاد الذوادي هجوما سريعا حيث توغل ووزع باتجاه جمعة لكن الحارس المالاوي كان في الموقع المناسب ... هذه المحاولة حمست اكثر عناصرنا الوطنية ليواصلوا ضغطهم على الدفاع المالاوي، الامر الذي ادى الى توفر عدة فرص طيلة الدقائق الاولى ففي الدقيقة الرابعة تألق خلف الله الذي مرر بذكاء كبير في اتجاه جمعة الذي سدد الكرة بلمسة واحدة من موقع مناسب لكن الحارس سانودي كان يقظا واعتمد المنتخب المالاوي على الهجومات المعاكسة والسريعة، واحدث الخطر في الدقيقة 5 حيث سجل هدفا رفضه الحكم بداعي التسلل .. مجرى اللقاء لم يتغير بما ان المنتخب الوطني اعتمد فضلا عن التوغلات الجانبية للذوادي وتمريرات خلف الله على الضغط على حامل الكرة وهو ما كاد يثمر هدفا في الدقيقة 8 عندما افتك العلاقي الكرة من وسط الميدان قبل ان يتوغل ويمرر باتجاه جمعة الذي سدد مباشرة الكرة لكن الحارس المالاوي انقذ مرماه مرة اخرى ... حيوية المنتخب الوطني ومردوده المشجع وسيطرته الميدانية الواضحة كانت معطيات حاسمة مكنته من تجسيم اسبقية بهدف ممتاز في توقيت ممتاز، حيث وفق عصام جمعة مطلع الدقيقة 11 في تتويج مجهود جماعي انطلق من البوسعايدي الذي وزع باتجاه الذوادي ليغير هذا الاخير الكرة بالرأس باتجاه جمعة الذي نجح في اسكانها الشباك. هدف حرر اكثر عناصرنا الوطنية بما ان السيطرة بقيت لمنتخبنا الوطني ووجدت العديد من الحلول الهجومية ولئن غابت النجاعة لفترة قصيرة، الا ان عصام جمعة وفق مجددا في الدقيقة 27 حيث كان بالمرصاد لكرة اودعها الشباك وسط كوكبة من المدافعين وذلك بعد عمل ممتاز من الذوادي حيث توغل ووزع باتجاه العلاقي الذي سدد لكن الدفاع تدخل لتصل الكرة في نهاية المطاف لعصام جمعة ...
وحاول المنتخب المالاوي رد الفعل حيث كاد كوندويي أن يذلل الفارق بضربة رأسية مؤطرة لكن القصراوي تألق وانقذ مرماه من هدف محقق، ليعود المنتخب الوطني لفرض سيطرته وتهديد مرمى المنافس وذلك بفضل حركية لاعبي الهجوم ووسط الميدان، وتناغم الخطوط الثلاث، وكان بالامكان تسجيل هدف ثالث في الدقيقة 36، حيث قاد الميكاري هجوما خاطفا على الجهة اليسرى وذلك بعد تغير مركز الذوادي الذي اصبح يلعب على الجهة اليمنى، فنجح الميكاري في هذه المحاولة أن يوزع للعلاقي في موقع مناسب للغاية لكنه سدد خارج المرمى.
تراجع نسبي وهدف مباغت
نهاية الشوط الأول عرفت تطورات جديدة حيث تراجع مستوى منتخبنا نسبيا لتنعدم الفرص السانحة للتسجيل ، بالمقابل تحسن أداء الضيوف خاصة بعد اقحام شينكو، وقبل دقيقة واحدة عن نهاية الشوط اقصي الينفس بعد نيله الانذار الثاني اثر تدخل على القربي، غير أن ذلك لم يمنع اللاعب البديل من تذليل الفارق على إثر تصويبة قوية غالطت الحارس القصراوي.
فرص مهدورة
استهل المنتخب الوطني الشوط الثاني بنفس الروح الانتصارية التي ميزت اداءه في الفترة الاولى، وغم تقدمه في النتيجة الا انه كان المبادر بالهجوم وصنع اللعب، فحاول استغلال النقص العددي للمنتخب المنافس، وهو ما تجلى بالخصوص من خلال تقدم الميكاري والبوسعيدي اكثر للهجوم، كل هذه المعطيات خولت لعناصرنا الوطنية تهديد مرمى ساغودي في اكثر من مناسبة، فكانت البداية عن طريق عصام جمعة في الدقيقة 52 حيث لم يستغل موقعه المناسب وتوزيعة العلاقي المحكمة لتمر ضربته الرأسية جانبية، وفي الدقيقة 59 حاول العلاقي مباغتة حارس المالاوي بتسديدة قوية من مكان مناسب لكن كرته مرت جانبية. سوء الحظ رافق العلاقي فرغم جهوده ومردوده الممتاز الا انه لم ينجح في ابرز محاولة خلال هذا الشوط، حيث صوب الكرة بطريقة ممتازة للغاية لتنهال بقوة علي العارضة وتبتعد عن المرمى.
سيناريو غير متوقع!!
بالمقابل تحسن اداء المنتخب المالاوي تدريجيا خاصة بعد التغييرات التي قام بها الاطار الفني وهي تغييرات ساهمت بشكل كبير في تحسن مستواه، حيث اصبح يهدد مرمى القصراوي في اكثر من مناسبة وخاصة عن طريق التصويبات وذلك على غرار محاولتي كانيندا في الدقيقتين 62 و74، اما بالنسبة لمنتخبنا الوطني فقد تراجع مستواه بشكل ملحوظ ولاح نسبيا الاعياء على اللاعبين وهو ما استغله المنافس جيدا لينجح كانيندا في اجبار حقي على ارتكاب خطإ مجاني في منطقة 18 مترا اعلن على اثره الحكم الغاني جوزاف على ضربة جزاء تولى تنفيذها كانيندا وعدل بها النتيجة في سيناريو غير منتظر بالمرة.... اثر ذلك نزل المنتخب الوطني بكل ثقله للهجوم، لكنه افتقد للنجاعة الهجومية التي ميزت مستواه في بداية المباراة لذلك غابت الفرص الواضحة ويفشل المنتخب الوطني في تسجيل هدف الانتصار ويكتفي بذلك بتعادل مخيب كان نتيجة تراجعه خلال الشوط الثاني واهداره للعديد من الفرص السانحة للتسجيل وارتكابه لهفوات دفاعية مكنت المنتخب المالاوي من التعديل رغم انه لعب اكثر من شوط بنقص عددي.