عادل الشاذلي (لاعب المنتخب الوطني) : قبلت العودة إلى المنتخب حبّا في الشعب التونسي
بعد منتخب الكونغو الديمقراطية الذي أصبح أول منتخب يفوز بكأس إفريقيا للأمم ثم فاز ببطولة إفريقيا ستحاول منتخبات خلال هذه الدورة معادلة إنجازه على غرار السودان والكاميرون والجزائر وغانا والكوت ديفوار وجنوب إفريقيا وطبعا المنتخب التونسي. ولئن يمكن لكل من هذه المنتخبات معادلة إنجاز الكونغو فإن عادل الشاذلي يمكنه أن يصبح أول لاعب يفوز بكأس إفريقيا للأمم (2004) ثم ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين وهو إنجاز غير مسبوق في القارة سيحاول بلا شك اللاعب التونسي أن يحققه مشاركته الأخيرة في تظاهرة هامة موفقة. وقد تحدثنا إلى عادل الشاذلي عن هذه المغامرة الجديدة:
هل تعلم أنك قد تصبح أول لاعب يفوز بكأس إفريقيا ثم ببطولتها؟لست على علم بهذا ولكن في جميع الحالات فإنني لم أعد إلى المنتخب الوطني لهذا السبب. اعرف أن البعض ينتقد دعوتي لأنني تقدمت بالسن وهناك نوع من الامتعاض بسبب حضوري في البطولة وأتفهم إلى حد ما ما يفكر فيه البعض غير أنه من الواجب الاعتراف بأن عودتي إلى المنتخب التونسي ليست من أجل مجرد الحضور.
توقعنا نهاية مسيرتك الدولية ولكنك تعود في ظرف حسّاس للغاية فماهي الأسباب؟عدت من أجل الشعب التونسي. فقد وضعت حدّا لمسيرتي مع المنتخب التونسي واكتفيت بما حققته من نتائج واعتقدت أن العلاقة انتهت بشكل كلي ولم أكن أنوي العودة إلى اللعب للمنتخب الوطني وهذا القرار كان في فترة ما لا رجوع فيه لاقتناعي بأن ما نجحت بفعله يعد أمرا ممتازا وبالتالي يجب ترك الفرصة لغيري. غير أن مجمل التطورات التي مرت بها البلاد في الفترة الأخيرة كانت حاسمة وفرضت العدول عن قراري حين وجه لي الإطار الفني الدعوة من جديد إلى المنتخب الوطني. في هذا الظرف فإن كل واحد منا مطالب بأن يجتهد في سبيل إسعاد الشعب التونسي فما عاشته تونس خلال الاونة الأخيرة كان قاسيا جدا على الجميع وبحكم معرفتي لمدى تعلق الشعب التونسي بكرة القدم وطالما انني أحس بقدرتي على العطاء فإنني قبلت الدعوة فقط لأكون من بين المساهمين في إسعاد هذا الشعب. حين كنت أتدرب بمفردي صباحا طوال الأيام الماضية آلمني مشهد الدبابات والوحدات العسكرية التي تسيطر على المدن وتحاول توفير الأمان وأحسست بآلام التونسيين بعد أن تأثرت بلادنا بموجة الاحداث لذلك لبيت نداء الواجب وها أنني في الموعد.
هل كان من السهل الاندماج مع المجموعة الجديدة؟طبعا لا بحكم أن عامل الوقت لا يساعدنا هنالك لاعبون مميزون ولكن لم يسبق لي شخصيا اللعب إلى جانبهم ولم نكوّن فكرة كاملة عن اسلوب بعضنا البعض وهنا أستثني لاعبي النجم بما أننا نعمل مع بعضنا البعض منذ اشهر بالمقابل فإن لاعبا مميزا مثل الدراجي لا أحمل عنه فكرة كاملة ونحن سنجتهد في سبيل إيجاد التجانس وخاصة من الناحية الهجومية.
سبق وأن توّجت بكأس إفريقيا التي تعد أهم من بطولة إفريقيا فبأي معنويات ستقتحم البطولة المقبلة؟
طالما وأنني قبلت الدعوة فإني واثق من أنني مستعد لكل التضحيات وبطبعي لا أقبل المغامرات إلا من أجل الانتصارات ولو أنني لا أثق بالمجموعة الحالية لترددت ولكن المواهب موجودة والكرة التونسية تملك عناصر ممتازة. أعرف ايضا أن الجميع يعول على خبرتي مع المنتخب حتى اقدم الإضافة وأنا مستعد لذلك وكلي حماس لأساهم في نجاح المنتخب الوطني.
من جلب اهتمامك من العناصر الشابة؟المواهب كثيرة وشخصيا أبهرني الحداد اللاعب الجديد للنادي الصفاقسي فهو مفاجأة سارة بالنسبة لي وامل أن يكون مفاجأة البطولة أيضا لما يملكه من قدرات إلى جانب عدد اخر من اللاعبين. المقابلة الودية الوحيدة التي لعبناها لا تسمح بلا شك بمساعدتنا على تكوين فكرة كاملة عن مستوى المنتخب من الناحية الجماعية ولكن مشاكل التحضيرات باتت أمرا عاديا في مختلف التظاهرات وأذكر أننا قبل نهائيات كأس إفريقيا 2004 لم نتمتع في الفترة الأخيرة بفرص التحضير الجيد ولكن حالة التضامن بين اللاعبين كانت حاسمة في النهاية.
هل تعتقد أن المشاركات مع الأندية قد تساعد اللاعبين خلال هذه البطولة وماذا يمكن قوله إلى العناصر الشابة؟ نعول على رصيد الخبرة لدى كل واحد منا وهنالك بعض اللاعبين الذين لم يشاركوا في بطولات هامة ولكن التجارب مع الأندية ثرية بلا شك وأتصور أنها من العوامل التي ستخدمنا بلا شك. من جهة ثانية أستشهد دائما برياض البوعزيزي حين أريد أن أقدم مثلا إلى الشبان فالبوعزيزي لم يكن يملك فنيات عالية ولكنه كان يعوض ذلك بمجهوده البدني اللامحدود مما يساعده على خلق التفوق وتقديم الإضافة وامل أن يسير كل الشبان على منواله.