الافريقي يتعثر امام دجوليبا المالي 1-2

رابطة الابطال: النادي الافريقي - دجوليبا المالي (2-1)
الافريقي أضاع شوطا.. ولكن نهاية المقابلة تترك أبواب التفاؤل مفتوحة!
بن شيخة (مدرب الافريقي): التنشيط الهجومي كان مفقودا
ديالو(مدرب دجوليبا): لم نخطط للانتصار

عاد النادي الإفريقي ليقتصر ظهوره بمستوى جيد على شوط واحد بعد اضاعة كامل الشوط الأول ولكن ضد دجوليبا لم يخسر النادي الإفريقي شوطا بل كامل المقابلة وليت الأمور تقف عند هذا الحد فالفريق قد يخسر بطاقة التأهل ما لم يحدث رد فعل في مستوى طموحات الجميع خلال لقاء الإياب.
إذا وفي بحثه عن استعادة الثقة وترميم معنوياته بعد هزيمته ضد حمام الأنف وما نتج عنها لم ينجح الإفريقي بالخروج من وضعيته الصعبة وكل ما حدث أنه أقحم نفسه من جديد في مشاكل لا تنتهي لأن «الانسحاب» من هذه المسابقة ستكون له عواقب وخيمة ولكن من يدري فكثيرا ما قلب بن شيخة ولاعبوه المعطيات ولم لا يكون التأهل في مالي؟
مقابلة الإفريقي ودجوليبا لعب خلالها الحظ دورا كبيرا فالإفريقي الذي عدل بطريقة لم تكن متوقعة قبل هدفا لم يكن متوقعا بالمرة في وقت حساس للغاية بعد أن كان هو المسيطر والأهم أن الإفريقي ظهر بمستوى أعاد للأذهان سيناريو مقابلة «الدربي» بعد أن كانت بداية المقابلة صعبة جدا حيث اطنب خلالها الفريق بلعب الكرات الطويلة وهو ما فسره المدرب عبد الحق بن شيخة قائلا:« لم يكن لعب الكرات الطويلة اختياريا من قبل المدافعين ولكنه نتيجة طبيعية لغياب التنشيط الهجومي وهنا لا يهم الأمر لاعبي الوسط فقط بل كل اللاعبين على حد سواء وطبعا فإن المدافع حين لا يجد من يطلب الكرة يفضل اعتماد الكرات في العمق تفاديا لكل المشاكل لكن في الفترة الثانية أمرنا كل اللاعبين بعدم اعتماد هذا الأسلوب لأننا كنا ندرك أنه بذاك الشكل لا يمكن أن ننتصر وأعتقد أن الفترة الثانية عرفت تغييرا في النسق». لكن لماذا لم ينجح الفريق بالظهور بشكل عادي خلال الفترة الأولى التي كنا نتوقع خلالها منه أن يلعب بشكل أفضل وان يضغط منذ البداية وحول هذه النقطة قال الأسعد الورتاني: «لقد كانت الهزيمة ضد نادي حمام الأنف مسيطرة نسبيا على الأذهان وهو ما أعاق الفريق في بداية اللقاء لأن الخوف من تكرر السيناريو الذي عشناه في اخر مقابلة هو الذي أضر بنا. وزاد الهدف الذي قبلناه في تعقيد الوضع بشكل كبير فقد سمح للمنافس بأن يحقق ما يسعى أليه لنجد عديد الصعوبات في تنظيم الصفوف». ماذ كره الورتاني قد يكون سليما إلى حد كبير لأن ما يمكن ذكره في بداية اللقاء أن جل اللاعبين لم يحاولوا المجازفة ووسام بن يحي مثلا الذي تعود التسديد من مسافات بعيدة لم يحاول القيام بذلك مما يثبت أن كل العناصر لم تكن جاهزة في بداية اللقاء ولم تحضر التحركات التي تعودنا عليها كما ان غياب الذوادي أضر بالفريق بشكل كبير للغاية ولكن...
أسلوب مغاير
قد يكون العامل النفساني مهما خلال هذه المقابلة ولكن لا يجب أن ننسى كذلك قيمة ما قدمه الفريق المالي في بداية المقابلة فهذا الفريق «حارب» الافريقي بالسلاح الذي يميز ممثل تونس وهو الضغط العالي وللمرة الأولى نجد فريقا من إفريقيا السوداء يلعب مهاجما منذ الدقائق الأولى وهو ما أكده المدرب المالي: «لكي نكون صريحين فإنني لم أخطط للانتصار وانما حاولنا العودة بأخف الأضرار والتسجيل في تونس وهو ما جعلني أطالب اللاعبين بأن يعتمدوا الضغط العالي لأن الافريقي يفضل اللعب ضد فرق تختار الحل الدفاعي وبالتالي فقد تجنبنا ضغط المنافس وحرمناه من اللعب بالطريقة التي يريدها فأصبحت مهمتنا أسهل بكثير». وهذه السهولة يترجمها أساسا عجز الإفريقي عن تحصيل أية فرصة خطيرة في الفترة الأولى.
«نور» حضرية يشع!!!
فترة أولى للنسيان بكل المقاييس قبل أن يتغير الوضع خلال الفترة الثانية وهو تغيير ساهم فيه اللاعب نور حضرية بشكل كبير بما أن التعويل عليه في مكان الذوادي منح الإفريقي حلولا عديدة «فصنع» بطل تونس الموسم الماضي فرصا عديدة وسجل من ضربة جزاء واصطدمت كرتان بالعارضة وأضاع تراوري فرصة سهلة بعد تمهيد من بوشعالة.الإفريقي فرض سيطرته تماما لكنه عجز عن التهديف في أكثر من مناسبة ولعل الدقائق الأخيرة من المقابلة هي التي يجب أن يؤسس عليها النادي الإفريقي عمله في قادم الأيام رغم أن الدقيقة الأخيرة حسمت الانتصار لفائدة الفريق المالي ولكن هذا لا يمنع من القول أن الافريقي بلغ في بعض الدقائق أفضل مستوى له منذ فترة طويلة وقد قال حضرية عن ذلك: لقد تداركنا نسبيا ما ضاع منا في الشوط الأول وفرضنا أسلوبنا وأعتقد أنه من الظلم أن لا ننجح في التسجيل سوى مرة واحدة فنحن كنا الأفضل ولعبنا بشكل ممتاز لم نفقد الأمل بل اننا قادرون إذا ما لعبنا بتلك العزيمة على الانتصار في مالي وتحقيق التأهل. المدرب المالي بدوره اعترف بقوة الإفريقي وقال: «بقدر ما نجحنا في الشوط الأول بقدر ما فشلنا في الفترة الثانية لأن الإفريقي سيطر على اللعب وكان الطرف الأفضل في المقابلة وفرض علينا التراجع للدفاع وقد كنا محظوظين بتسجيل هدف ثان لم نخطط له». لكن الهدف الذي لم يكن مخططا له ستنبني عليه كل الخطط خلال مقابلة الإياب لأن الانتصار بنتيجة 1ـ0 لن يؤهل الإفريقي المطالب بإحراز هدفين على الأقل في مالي لتحقيق التأهل.
بن شيخة الذي يدرك الان أن التأهل أصبح صعب المنال لم يرم بدوره المنديل وقال:« الفترة الثانية قدم خلالها أبنائي مستوى ممتازا ولكن تلك هي أحكام اللعبة وحيث قبلنا هدفا غير متوقع بالمرة والحظ فيه كان إلى صف الفريق المالي لكن هذا لا يعني أننا فقدنا أمل التأهل بل سترون كيف سندافع عن فرصتنا لقد حاولنا أن «نصلح» مخلفات الهزيمة الأخيرة لكننا لم نوفق تماما والمهم الان التركيز على مقابلات البطولة في انتظار لقاء الإياب«. أما مدرب الفريق المالي وحين سألناه حول ما إذا كان فريقه قد ضمن بنسبة تسعين بالمائة بطاقة التأهل فانه قال: «ما أعرفه هو أن هنالك 90 دقيقة متبقية ويجب أن نحسن التعامل معها دون ذلك لا يمكن الحديث عن أية مسألة أخرى بما في ذلك أننا الأوفر حظا للتأهل فلكل مقابلة حقيقتها والافريقي فريق ممتاز وله عديد العناصر القادرة على قلب المعطيات وفي الموسم الماضي كنا الأوفر حظا للتأهل لكننا فشلنا بتحقيق ذلك على ملعبنا وبالتالي يجب أن نستوعب الدرس».
الماليون يريدون تعلم الدرس فهل يقدم لهم النادي الإفريقي درسا جديدا في العزيمة والإصرار ويحقق أفضل نتيجة في الإياب؟