ازي الغرايري لـ «الأسبوعي»:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وصلتني عروض عديدة وسأتّخذ قراري غدا
علاقتي بالمنصف خماخم أعمق بكثير من علاقتي برئيس الجمعيّة
هذا التتويج أفضل بكثير من كأسي «الكاف» وتونس
غازي الغرايري اسم أثار الكثير من الجدل هذا الموسم وتعرض إلى الكثير من النقد والانتقاد نظرا لوجود قادحين ومادحين مما جعله يعيش ضغطا كبيرا طيلة الموسم الكروي وبالرغم من كل ذلك فقد تمكّن من الحصول على لقبين هامّين في نهاية هذا الموسم الكروي...
التقينا به للحديث عن مسائل عديدة فكان الحديث بيننا صريحا وتلقائيا ننقله لكم بكلّ أمانة:
* س: كيف تقيّم تجربتك مع النادي الصفاقسي هذا الموسم لأول مرة كمدرب أول لفريق الأكابر؟
- ج: التجربة في اعتقادي كانت ثرية وممتازة بحلوها ومرها، فالحصيلة كانت متميزة على مستوى النتائج في بداية تجربتي على رأس فريق الأكابر. في بداية الموسم كانت وضعية الفريق صعبة على جميع المستويات فالإدارة جديدة تنقصها الكثير من الخبرة والعنصر القديم الجديد هو غازي الغرايري فالمعادلة كانت صعبة لرفع التحدي وكسب الرهان. الحمد لله بدأنا الموسم بأهداف معينة بشهادة المسؤولين ولكن وقع تجاوزها بكثير فيما بعد، في النهاية وجدت نفسي متحصلا مع فريقي على لقبين في خضم المشاكل المتعددة وذلك يعدّ إنجازا هاما.
* س: هل استفدت من هذه التجربة؟
- ج: كلمة حقّ أريدّ أن أسوقها في البداية، لابد أن أعترف بالجميل للمنصف خماخم، فأنا مدين له بالفرصة التاريخية التي منحني إياها لتدريب أكابر النادي الصفاقسي وقد يكون ذلك تسبب له في بعض المشاكل طيلة الموسم،أما الاستفادة الحقيقية التي أعتبرها أفضل من التتويج بكأس ''الكاف'' وكأس تونس فتتمثل في إكمال الموسم مع الفريق وهذا هو الإنجاز الحقيقي في خضم الضغوط الكبرى التي عشناها على امتداد كامل الموسم.
* س: فيم تسبّب لك الضغط المتواصل طيلة كامل الموسم الكروي؟
- ج: كان ضغطا غير عادي، لم يكن تلقائيا بل كان ضغطا موجّها نحو شخصي لا أدري سببه، هو ضغط ضد غازي الغرايري المدرّب لأنّه ثمّة قناعات لدى أشخاص تتلخص في أنّ الغرايري لا يمكن أن يكون مدربا أول للنادي الصفاقسي مما جعلني أعيش الإحباط، فحتى الانتصارات لم أتذوق طعمها ولم أتمتع بها، رفعت كأس تونس ولم أعش الفرحة بالتتويج لأنني محبط، لو رفعت كأس العالم لاستمعت إلى نفس الانتقادات، فعلى سبيل المثال عندما ترشحت لنهائي الكأس تعرضت إلى السبّ والشتم.
* س: يقول فولتير: ''قد أختلف معك في الرأي ولكنّني أدافع عنك حتّى الموت لتقول كلمتك بكل حرية.'' لا أوافقك الرأي بخصوص ردّك على الذين وجّهوا لك النقد في برنامج الأحد الرياضي فهل من تبرير لهذا الموقف؟
-ج: تصرّفت بهذا الشكل لأنّني وجدت نفسي معرضا للنقد المجاني باستمرار، الهدف من ذلك النيل من شخصي دون أن أجد من يدافع عني وأولهم المسؤولون في النادي فاضطررت إلى الدفاع عن نفسي دون الخروج عن لياقة الحديث والدفاع عن النفس، فأنا مرب أنتمي إلى قطاع التربية فلا أسمح لنفسي بالتهجم على الأشخاص أو شتمهم.
* س: يتّهمك البعض بأنّ شخصيتك ضعيفة، فبماذا تردّ على هؤلاء؟
- ج: بالعكس أنا أتميّز بالصرامة وشخصيتي ليست هشّة، فصرامتي مع الكبار تعد رسالة للصغار والأرقام خير دليل على ما أقول، فعلى مستوى العقوبات أكثر اللاعبين تعرضا لذلك هم النفطي والمرداسي والمرابط وقمامدية، وبالإمكان العودة إلى الأرشيف بإدارة النادي للاطلاع على ذلك، فهناك كشف شهري للعقوبات المالية المخصومة من مستحقات اللاعبين.
* س: هل استفدت ماديا خلال تدريبك للنادي الصفاقسي في الموسم الحالي؟
- ج: خلال خمس سنوات قضيتها بالنادي الصفاقسي لم أناقش المسائل المادية، فلم أكن يوما ما مادّيا ولم أمل شروطي على الإدارة، هاجسي الوحيد هو النجاح في العمل وخدمة فريقي. مرتبي لم يكن محترما مقارنة بمرتب ممرن أول في ناد بالرابطة المحترفة الأولى، لو كنت أبحث عن المال لتركت النادي وتعاقدت مع المريخ السوداني لموسمين بعقد قيمته 300 ألف دينار للموسم الواحد. هدفي الأول هو النجاح بنحت مسيرة متميزة ولم أجر وراء النادي الصفاقسي لتدريبه. الأرقام خير دليل على نجاحي خلال خمس سنوات، لقد حصدت خمسة ألقاب وخسرت ثلاثة نهائيات أي أنني لعبت ثمانية نهائيات خلال هذه الفترة.
* س: بغض النظر عن الضغوطات والمصاعب والمشاكل ما الذي حفر في ذاكرتك بعد هذا الموسم الطويل؟
- ج: أولا الروح التضامنية التي سادت المجموعة وذلك بين اللاعبين وأعضاء الإطار الفني وهذا هام جدّا في كرة القدم، فضلا عن النتائج المتميزة جدا واكتساب الخبرة والتجربة الثمينة واكتشاف بعض الأشخاص على حقيقتهم.
* س: بكل صدق، هذا النجاح هل غيّر من شخص غازي الغرايري؟
- ج: غازي متواضع وسيبقى متواضعا، فليس الحصول على لقب أواثنين سيفقده صوابه ويجعله يغير من طبعه. أنا إنسان مؤمن، فأعتبر هذا التتويج نعمة من نعم الله أشكره عليها.
* س: من خلال تجربتك هذه السنة تبدو علاقتك بالمنصف خماخم أعمق بكثير من علاقتك بالمنصف السلامي فماذا تقول في هذا الصدد؟
- ج: هذا طبيعي باعتباري قد تعرفت على المنصف خماخم منذ 12 سنة، فهو بمثابة الشقيق الأكبر، لذلك فالعلاقة أقوى وأمتن وأعمق، وهذا لا ينقّص في شيء من احترامي للمنصف السلامي الذي أعتبره في مقام والدي وأحترم ما قدّمه للنادي الصفاقسي بالرغم من بعض الهفوات التي ارتكبها لنقص في الخبرة وهو في سنته الأولى على رأس النادي الصفاقسي.
* س: هل لك أن تحدّثنا عن هذه الهفوات التي أشرت إليها؟
- ج: لعل أبرزها التصريحات التلفزية التي مست من شخصي وجعلتني أعمل تحت ضغط مستمر وكذلك إعلان انسحابه بعد مباراتنا مع النادي الإفريقي وما نتج عنها من تداعيات ألقت بظلالها على الفريق وكذلك تنظيمه لاجتماع مع البعض من الأحباء بحضور اللاعبين وأعضاء الإطار الفني وما نتج عن ذلك من سبّ وشتم وتجريح أثر على عناصر الفريق وذلك بعد مباراة السوبر مع الأهلي المصري.
* س: ألا تؤثر هذه الاتهامات التي أثرتها على علاقتك بالرجل في المستقبل وهل صارحته بذلك في جلسة على انفراد أوفي صلب الهيئة المديرة؟
-ج: أحب أن أحيي المنصف السلامي وأقدر أسلوبه في الحوار وتبادل الآراء، وقد عبّرت له مباشرة عن استيائي وانزعاجي من هذه الممارسات التي مسّت من صورتي لدى الجميع وقد تفهّم موقفي وفسّر لي ما كان يقصده من خلال تصريحاته.
* س: لو كان صلاح الدين الزحاف على رأس النادي الصفاقسي هل كانت الجامعة ترفض طلب الهيئة المتمثل في تقديم مباراة الفريق مع الاتحاد المنستيري الشكلية في إطار الجولة الأخيرة أوعلى الأقل لا تؤخرها بـ24 ساعة باعتبار أن الفريق كانت تنتظره مباراة هامة خارج أرض الوطن في إطار كأس ''الكاف'' يوم السبت من نفس الأسبوع؟
- ج: أحترم هذا الرجل كثيرا وأحيي شجاعته وغيرته الكبيرة على الجمعية وما فعله طيلة فترة رئاسته دليل على دفاعه المستميت على النادي وعلى مصالحه ولا أظنّ أنّه كان يرضى بهذه الأمور.
* س: كيف هي علاقتك بالرجل حاليا...؟
- ج: لقد عملت معه طيلة أربع سنوات وكان أكثر الناس إيمانا بكفاءتي وقدراتي ولا أنسى أنّ تعييني على رأس أكابر الفريق تمّ في نهاية فترته الرئاسية للجمعية وذلك قبل الجلسة العامة السنوية بقليل. خلال الموسم الحالي كان دائم الاتصال بي للتشجيع وتقديم النصح، وأنا أعتزّ بمعرفتي للرجل أيّما اعتزاز.
* س: رضوان الجوهري لاعب ذو قيمة ثابتة، فلو منحته الفرصة أكثر لكان حاليا أكثر خبرة وأكثر جاهزية وربما دعاه ممرن المنتخب المغربي لتقمص زي منتخب بلاده، فماذا تقول بخصوص هذه المسألة؟
- ج: الجوهري لاعب واعد ومميز، ينتظره مستقبل مشرق شريطة العمل والانضباط أكثر، لكن ما أخّر بروزه هوعدم تأهيله قانونيا في الشطر الأول من البطولة، وعدم جاهزيته بدنيا لعدم قيامه بالتحضيرات اللازمة خلال الصائفة المنقضية.
* س: ماهي وجهتك القادمة في الموسم المقبل...؟
- ج: علمت أنّ هيئة النادي الصفاقسي بصدد البحث عن مدرب وذلك طيلة الموسم الحالي وهذا يدلّ دلالة واضحة على رغبة المسؤولين في التغيير وهذا حقّ من حقوقهم. لم يتصل بي أحد منهم من أجل تجديد العقد لموسم آخر، أمّا بالنسبة للعروض التي وصلتني فهي موجودة من داخل الجمهورية وخارجها وتحديدا من السعودية والإمارات والاتصالات بيننا قطعت أشواطا متقدمة كما وصلني عرض من الاتحاد المنستيري الذي يتفاوض أيضا مع الجزائري ايت الجودي وسأتخذ قراري غدا الثلاثاء.
* س: هناك لاعبون أساسيون سيغادرون الفريق في الموسم المقبل فقد يكون تأثير ذلك سلبيا، فماذا تقول؟
- ج: حتّى أكون واضحا مع الجمهور العريض للنادي أشير إلى أنّني قدمت بمعية بقية أعضاء الإطار الفني كشفا عن حاجيات الفريق البشرية وبرنامجا مستقبليا واضحا يضمّ أسماء لاعبين للانتداب لتدعيم الرصيد البشري للفريق وبرنامجا إعداديا مضبوطا منذ شهر مارس الماضي وتحديد موعد انطلاق التحضيرات يوم20 جوان المقبل.
* س: كيف ترى مستقبل الفريق؟
-ج: قطع النادي الصفاقسي شوطا كبيرا نحوالأفضل بعد أن وجد توازنه فنيا وماليا، وهذا المكسب وجب تدعيمه بالمحافظة على الرصيد البشري بنسبة 80 بالمائة على الأقل مع ضرورة انتداب أربعة لاعبين من طراز رفيع خصوصا في الهجوم مع تحقيق الاستقرار الإداري والفني...