المنتخب الوطني يتأهب لمشاركته 14 في النهائيات
صفحة جديدة تلوينها يحتاج إلى مجهود كبير وإلى الثقة بالقدرة على النجاح
ليس من السهل نسيان مقابلة الموزمبيق وانعكاساتها المادية والرياضية على الكرة التونسية ولكن الان حصل ما في الصدور والبكاء على الأطلال لن يجدي نفعا فقد حرم المنتخب التونسي من رابع مشاركة له على التوالي ولكنه ضمن الحد الأدنى وهو بلوغ نهائيات أمم إفريقيا. ومن الصعب القول بأن هذه المشاركة ستمحو من الذاكرة ما خلفه الانسحاب من ذكريات أليمة ولكن لا توجد حلول أمام المجموعة الحالية غير الدفاع عن فرصة المنتخب بتشريف الكرة التونسية.
مجموعة جديدة لتنسي خيبات التي سبقتها
هي مرحلة جديدة بكل المقاييس فالمنتخب التونسي هو المنتخب الوحيد الذي غير مدربه قياسا بكل المنتخبات التي بلغت النهائيات كما أن المجموعة التي اختارها المدرب فوزي البنزرتي سجلت تغييرات كثيرة جدا وهو ما يعني أن المجموعة الحالية مطالبة بتحمل تبعات خيبات المجموعة التي سبقتها. وهذه حقيقة ثابتة فالمجموعة الحالية ستتحمل تبعات هفوات من سبقها وهذا قدرها. ومسؤوليتها اليوم أكبر من الفشل الذي رافق من سبقها لأن المهمة لا تبدو سهلة والمنتخب الذي توج قبل 6 سنوات من الان يجب أن يدافع عن فرصته بالتتويج ولعب الأدوار الأولى وهذا أمر ليس سهلا.
إضافة البنزرتي في الميزان
قد تكون هذه المرحلة غير مناسبة لمنح البنزرتي الفرصة التي طالب وحلم بها ولكنه قبل الأمر الواقع وهو الان مدرب المنتخب التونسي وحامل آمال المجموعة. فالبنزرتي الذي توج بكل الألقاب التي يحلم المدربون بالحصول عليها سيحاول أن يستثمر خبرة السنوات الطويلة لفائدة هذه المجموعة صغيرة السن. ورغم أن رصيد البنزرتي مقابلة واحدة في النهائيات إلا أن ذلك قد لا يشكل عائقا أمام هذا المدرب الذي طالما فرض أسلوب لعبه وحتما فإنه الان لا يتحكم في كل أوراق اللعبة ولكنه في موقف يسمح له بأن يكذّب كل من لم يمنحه فرصة قيادة المنتخب التونسي في كل البطولات السابقة لأنه الأحق بذلك.
المعادلة الصعبة
من الصعب القول أن المنتخب التونسي في مرحلة إعادة بناء بما أننا سنطالبه بتحقيق نتائج إيجابية وسنحاسبه على ذلك ومن الصعب في الان نفسه القول بأن هذا هو المنتخب التونسي الحقيقي. فالمجموعة الحالية لا تملك الخبرة بالمواعيد الدولية وبعض اللاعبين لم يسبق لهم أن لعبوا مقابلة رسمية واحدة مع المنتخب ولكن في النهاية هذه هي المعادلة الصعبة. فنحن سنبدأ في أنغولا صفحة جديدة ومحطة أخرى من المحطات التي نأمل فيها أن نفرض أنفسنا عمالقة في القارة ولكننا أيضا مطالبون بعدم تحميل المجموعة ما لا طاقة لها به وهنا يكمن الإشكال.
فبين سمعة المنتخب التونسي وخبرة لاعبيه الحاليين فرق كبير جدا يجب أن يعمل المدرب على تقليصه وبالتالي وفي هذه الصفحة الجديدة يجب أن يقوم كل واحد منا بدور مضاعف لكي ننجح في تلوينها بشكل مثالي لتكون بوابتنا نحو مستقبل كروي أفضل.
الأمل قائم
ككل الدورات فإن الأمل قائم وفرصتنا وافرة رغم كل المصاعب فالتحضيرات لم تكن جيدة بالمرة ولكن كل هذه العوامل قد لا يكون لها وزن فقد سبق أن عاش المنتخب التونسي فترات صعبة خلال تحضيراته لنهائيات أمم إفريقيا ورغم ذلك فإنه نجح في فرض وجوده بشكل جيد ووفق في المهمة على النحو الذي تمناه الجميع وسيناريو دورة 1996 مازال في البال.
والمجموعة التي سينافس فيها المنتخب التونسي لا تطرح مشاكل كبيرة بل بالعكس فللمنتخب التونسي أسبقية عليها وهذا مهم جدا. فالمنتخب الزمبي لا يفوق المنتخب التونسي ولم ينجح في مقابلاته الأخيرة بفرض وجوده ولم ينتصر على مصر والجزائر في التصفيات وتعادل مع رواندا وهو ما يعني أنه ليس ذاك المنتخب الذي قد يفسد المخططات التونسية. أما الغابون فإن مشواره في التصفيات كان جيدا ولكن هذا في حد ذاته لا يضمن شيئا لأن المنتخب التونسي يختلف عن المغرب وعن الطوغو وباب المفاجآت أغلق لأن منتخبنا يعرف قيمة الرهان.
وبخصوص الكاميرون فإن اخر مقابلة ضدها كانت مرضية ولولا بعض الهفوات الفردية لتغير الوضع تماما وعلى هذا الأساس يمكن القول أن المنتخب التونسي في موقف جيد والمهم هو الايمان بقدرتنا على فعل الكثير كما يقول رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما ... نعم يمكننا.