هل يمكن ان نستل من الشوك وردة تشع بالشذى وبالأمل؟ ذلك هو السؤال الذي رافق منتخبنا الوطني وهو يحلق في اتجاه الطوغو في محاولة اخيرة للقبض على تذكرة الحضور في «كان 2012».
قد يكون السؤال ـ وحتى الجواب ـ فيه كثير من الاهانة خاصة اننا لم نتعود التساؤل عن مصيرنا وحضورنا في النهائيات الافريقية لكن تلك هي الحقيقة المرة التي صرنا نمضغها مع مطلع كل مباراة دولية بعد ان اذاقنا منتخبنا الوطني جميع انواع العذاب وجميع طرق التعذيب وجربنا معه كل وصفات العلاج ولم تنفع معه ومعنا اي طريقة من الرعواني الى الطب الحديث لنعود الى نفس نقطة الانطلاق ونسأل: هل نقدر على شم رائحة الأمل وسط «سبخة» من المعطيات الرديئة؟
قد يتهمنا البعض بالتشاؤم... لكننا براء من هذه التهمة لأن فسحة الأمل التي نملكها أكبر من ان نستهلكها في الحديث عن أرجل صارت لا تصلح حتى عند «ولد حنيفة» أو «حطاب» أو اي مختص في اللبلابي... فالمنتخب خرج من أنوفنا أو يكاد رغم اننا كنا دوما نمني النفس بعدم بلوغ سن الفطام أو حتى سن اليأس من حب هذا المنتخب... لكن ما باليد حيلة فالتشاؤم يجثم في كل خلية من خلايا المنتخب والا بماذا نفسر موقف رئيس الجامعة من الاطار الفني وهو يتأهب لمغادرة ارض الوطن فأكد أنه آخر انذار... وان مارشان أمام حتمية الانتصار أو الانكسار والتنحي... فأي منطق هذا الذي نخوض به واحدة من أهم مباريات التصفيات... ثم هل أن الجمهور التونسي لابد ان ينتظر ويعيش نكسة جديدة ليقتنع رئيس الجامعة بأن مدربه لا يصلح للمنتخب...؟
الأسئلة كثيرة تحوم حول جسد المنتخب كما تحوم الطيور الكاسرة حول جيفة... لكن الاجوبة لوحدها تظل معلقة على شراشف الغموض طالما عديد الأمور في هذا البلد تسير بقدرة قادر لا رائحة فيها للمنطق... وطبيعي ان ينعكس الحال على منتخب كان بالأمس مهابا «يتسكع» داخل افريقيا بالطول والعرض ولم نكن ندري ان القدر يخبئ لنا واقعا أليما لم نتكيف معه الى حد هذه اللحظة لأننا بكل بساطة لم نجد جوابا شافيا لما حدث... ولم نقتنع بأننا ـ فعلا ـ نسير الى الوراء...
شخصيا عايشت المنتخب أعواما طويلة ولم أشهد عناية ورعاية ودلالا مثل الذي أراه مع لاعبي اليوم لكن بكل أسف لم تأت النتائج المرجوة بما جعل بعضنا يطالب بـ«الحساب» بعد ان تجاوزنا مرحلة اللوم والعتاب... وهذا الحساب قد ينطلق في اقرب وقت ممكن اذا ما تعثر المنتخب ـ لا قدر الله ـ وقد يتأجل مرة أخرى طالما تحكمنا العواطف والنتائج... ولا أذيع سرا عندما اعترف شخصيا بأن موقف الدكتور حامد كمون اعجبني كثيرا وهو يقيل مدربه محمد فاخر رغم انتصاره واحتلاله لترتيب معقول لمجرد اقتناعه بأن النجم لم ولن يتحسن معه وهي خطوة لا يقدم عليها الا من يفهم الكرة وليس من يدعي فهم الكرة...
لاعبو اليوم ليس أمامهم أكثر من خيارين الأول يفرض الانتصار واعادة بعض الاعتبار الى منتخب على حافة الانهيار.. والثاني ان يواصلوا العبث والضحك على ذقون الجمهور ليتوقف آخر نبض في قلب المنتخب ولا تبقى غير عجلاتهم تدور... وتدور حتى وان غاب العبور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
من مبعوثنا إلى «لومي» علي الخميلي
خاض منتخبنا الوطني حصة خفيفة بحديقة النزل الذي أقام فيه الإعلاميون بعد وصوله أرض الطوغو بساعتين ونصف تقريبا وهذه الحصة كانت كافية لتؤكد مدى جاهزية اللاعبين لموعد هذا اليوم الذي سنواجه فيه الطوغو وهو ما أكده المعد البدني للمنتخب جلال الهرقلي نفسه مبرزا أن أبناءنا وعلى المستوى البدني جاهزون ولا يشكون أي إرهاق ولا تعب وبالتالي فإنه لا عذر لهم ولا سبب للظهور بوجه غير الذي ينتظره الرياضيون عامة في تونس...
من جهة أخرى وفي الوقت الذي تتجه فيه أنظار كل التونسيين للطوغو تعيش مدينة «لومي» عاصمة الطوغو نوعا من الهدوء وحتى الفتور الذي لا يترجم إلا حقيقة واحدة تؤكد أن المباراة لا أهمية لها في الأوساط الرياضية في «الطوغو» حيث لا حديث ولا إشارات ولا أي شيء في الشارع بلومي.
كما الشأن للإعلام سواء كانت في شكل مكتوب أو سمعي أو مرئي ـ حول مباراة هذا اليوم ـ بسبب المشاكل التي تعيشها الكرة الطوغولية التي تدير شؤونها هيئة مؤقتة بعد حل المكتب الجامعي...
وحسب المعطيات المتوفرة فإن الجلسة العامة الانتخابية لجامعة الطوغو ستنعقد يوم 16 نوفمبر القادم وذلك بطلب ملحّ من الفيفا غير أن الطوغوليين وإلى حد هذه الأيام لا يبالون ولا يهتمون لا بجامعتهم ولا بكرتهم حتى يعتقد زائر الطوغو أنه لا وجود للكرة في هذا البلد، أو أنها تعيش فترة ركود كبيرة...
كل المؤشرات في صالحنا...إذن الفرصة مواتية جدا لأبنائنا لتأكيد جدارتهم والرجوع بنقاط الفوز إلى تونس وذلك بعد إهدار نقاط بوتسوانا والمالاوي خاصة أن المجال لا يسمح إلا بتحقيق الانتصار في «لومي» بالذات التي قد لا يحضر جمهورها بالشكل المكثف... وإن حضر فإن بمجرد الحضور ودون حرارة... ولا توهج وبالتالي فإنه لا خيار لنا غير رد الاعتبار وبكل إصرار من أجل الدفاع عن الحظوظ وتشديد الملاحقة على صاحب الصدارة سيما وأن كل المؤشرات حاليا وخاصة في هذه المباراة في صالحنا...
نصيحة لحوار.. وجدية بن تقية
منذ الوصول إلى أرض الطوغو وحتى قبلها أكد الهادي لحوار رئيس الوفد أن الضرورة تستوجب الانضباط والاحترام وحسن تشريف تونس مضيفا لكل عناصر الوفد أن سمعة البلاد فوق كل الاعتبارات ومقابل ذلك والحق يقال أكد جلال بن تقية الذي سبق الوفد بأربعة أيام رفقة الإداري محمد الغربي أنه جدير بمثل هذه المهمات حيث وفّر كل شيء على أحسن وجه وكان في استقبال الوفد الذي توزع على ثلاثة نزل وهي: (بالم بيتش وإيبس وبارادايز).
السفير في الموعدإذا كان والي المنستير السيد خليفة الجبنياني في الموعد قبل إقلاع الطائرة في المطار الدولي بالمنستير فإن السيد رضا المسعودي سفيرنا بالكوت ديفوار والمكلّف في نفس الوقت ببلدان الاعتماد (البينين والطوغو) ـ كان بدوره في مطار لومي رفقة المدير التجاري بالسفارة السيد فؤاد الغربي حيث حضر ويسّر كل المهمات مبرزا أنه لا ينتظر إلا تقديم المردود المشرف لمنتخبنا الوطني الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز رفع الراية التونسية أكثر.
تميم إلى جانب جمعةأبى اللاعب الدولي السابق تميم الحزامي إلا أن يساند عصام جمعة معنويا ويقف إلى جانبه على كل المستويات حيث كانت نصائحه إليه متتالية في شكل كروي يجمع بين الهزل والجد حينا وحينا آخر بين شحذ العزيمة وانتظار الأهداف منه.
وإلى جانب تميم كان اللاعب الدولي السابق عمر الجبالي ممثلين للاعبين السابقين وعلالة المالكي وعباس مبزعية ممثلين للحكام...
الجالية إلى جانب المنتخبإذا حضر السيد فؤاد الغربي من الكوت ديفوار بصفته ممثلا في السفارة مؤكدا في المقابل أنه تونسي قبل كل شيء آخر فإن السيد زهير نابلية (أصيل أريانة) والمقيم بالبينين حل بالطوغو رفقة زوجته وابنيه حاملين جميعا الراية الوطنية ومؤكدين حرصهم على حضور مباراة اليوم...
ومن جهة أخرى فقد حضر السيد محمد علي حشيشة وهو رجل أعمال مبرزا مساندته المطلقة للمنتخب الوطني... كما ينتظر حضور بعض أبنائنا من الجاليات الموجودة بالمناطق (الدول) القريبة من الطوغو.
الحفصي يلتقي بعض اللاعبين
رغم أنه ظل بعيدا عن الأضواء تاركا رئاسة الوفد والتصريحات وغيرها لبعض زملائه مثل الهادي لحوار وجلال بن تقية ومحمد الهادي الفوشالي ومحمد عطاء الله وعزيز ذويب فإن رئيس الجامعة علي الحفصي أبى إلا أن يلتقي بعض اللاعبين على انفراد على غرار فهيد بن خلف الله وعلاء الدين يحيى وأسامة الدراجي وغيرهم مؤكدا لهم أن الكرة بين أقدامهم وما عليهم إلا أن يقدموا ما ينتظره منهم شعب كامل...
مسؤولية اللاعبينأما عن الفريق الوطني فإن وحسب المعطيات المتوفرة يستطيع تحقيق ما حققه في التشاد وذلك بكل نجاح واجتهاد من أجل تشريف البلاد خاصة أنه لا وجود لأي لاعب يشتكي شيئا ما سواء كان صحيا أو بدنيا أو غيره... أما في غير هذا فإن المسؤولية تبقى مسؤولية اللاعبين ولا غيرهم...
طاقم التحكيم من السودان...إذا تم تعيين مراقب المباراة ليكون «بادارا سيني» السينغالي فإن طاقم التحكيم الذي سيدير المباراة هوالسوداني المتكون من خالد عبد الرحمان (حكم ساحة) وعارف حسب الرسول وعبد العزيز التوم (كمساعدين) والفاضل حسن (كحكم رابع).
فوضى في الطوغوإذا تمّ التأكيد على أن المباراة تأخرت بنصف ساعة لتكون على الساعة الرابعة والنصف بتوقيتنا التونسي عوضا عن الساعة الرابعة فإن طاقم التحكيم وحسب ما أكده لـ«الشروق» لم يكن على علم إلى حدود الساعة (11) صباحا وربما حتى بعد... كما أنه لم يتم إعلامه حتى بموعد الاجتماع الفني... وهو ما يعني أيضا أن المباراة لا قيمة لها في الطوغو لا تنظيميا ولا أي شيء آخر...