منتخبنا وامتحان الغابون

وصلى الله وسلم على الهادي الامين سيدنا محمد ابن عبدالله




عدنا كما تعودنا لأن مسلسل القطيعة تخللته مواقف رجولية قلبت الإتجاه 180 درجة ،فتحية حب وتقدير لكم جميعا

وإن كان هناك سبب لهذا الرجوع فلأنكم هنا و لمناقشتكم والإستفادة من أفكاركم لو تذكرتم معي إخواني في آخر موضوع

تحدثنا حول أهمية اللحظات الأخيرة من كل مباراة ، وكيف يلعب التركيز وذكاء المدرب ولياقة اللاعب دورا في حسم الأمور

دون إغفال الحظ كعامل حاضر بكل قوة في أي مجال ، اليوم سننتقل للضفة الأخرى وسنرى اللقاء من زاوية البداية ،

وسنركز على لقاء من الصنف "المحسوم على الورق " كاللقاء القادم أمام الغابون



هناك مثل شائع يقول " لا تتحدى إنساناً ليس لديه ما يخسره " إن أردنا نسقط هذا المثل على كرة القدم فسنجد أن الفرق

أو المنتخبات المغمورة دوما ما أحرجت فرق ومنتخبات متمرسة في اللعبة، لكن أين يكمن الخلل ؟؟

الخلل يكمن بنسبة كبيرة في الثقة التي تمنح لهذه الفرق الصغيرة "صغيرة على الورق أقصد "لتتحول إلى قوة كروية في 90دقيقة

سنوضح أكثر ، مثلاسنستقبل منتخب عادي في مسابقة معينة ، مرّ الشوط الأول ولم نسجل أي هدف

دخلنا منتصف الشوط الثاني والنتيجة سلبية ، هذا كلّه سيمنح الثقة للخصم لإخراج المباراة بنتيجة التعادل الذي يعتبر

بمثابتة فوز لهم أو لما لا خطف هدف يقتل اللقاء في آخر لحظة ،



هنا سنستحضر مبدأين في اللعبة

::..::..:: السرعة لا تعني التسرعة ::..::..::

* السرعة عامل مطلوب في كرة القدم القدم سواء سرعة اللاعب للإختراق أو لكسر خطة التسلل أمام دفاع الخصم

أو للرجوع لتغطية منطقة الدفاع ...وكذلك سرعة الفريق في بناء وإتمام الهجمة أوالهجمات المرتدة ،

لكن يجب أن يوازي هذه السرعة تركيز كبير وفعالية في الأداء كي لا يصبح التسرع هو الحاصل وتضيع كرات سهلة

أمام مرمى الخصم لأن مباراة بهذا الشكل تجعلنا نستحضر .القولة الثانية

::..::..:: الفريق اللذي يضيع أكثر يقبل أكثر ::..::..::

بمعنى أن كرات سهلة وفرص سانحة يضيعها الهجوم في بداية اللقاء ستجعل الإتجاه الثاني لها هو مرمى منتخبنا

وهذه عملة أتوماتيكية في كرة القدم تضيع أكثر أكيد ستقبل ، هذا هو اللذي وصفناه بالثقة التي ممكن أن يأخذها

الخصم بكل سهولة وعوض إرباك تركيزه تتحول كراتنا إلى عامل مساعد لهم ،

ويتغنى آنذاك الخصم بمثل " الضربة التي لا تقتلني تقويني " ،

لذلك فالحذر واجب من هذه النقطة فمرور الوقت سيجعل الخصم أكثر صلابة وسيجعل ثقتهم تزداد ،

وسيصبح هزّ شباكهم أمر أكثر صعوبة ، لذلك من المفترض على لومير أن يوجه لاعبيه أكثر وأن يكون التركيز

أكبر أمام المرمى لأن هدف واحد سيبعثر أوراق الخصم وسيجعل خطوطه أكثر تفككا

وبالمقابل فهناك عدة طرق تدريبية متبعة للرفع من سرعة لاعب كرة القدم وهي أمور تدخل في تكوين اللاعب وتراعى

حركة قدم اللاعب إذ أن الإنطلاق بسرعة يتطلب أن يلامس الجزء الأمامي للقدم الأرض وكذا توجيه الرأس نحو الأسفل

لتهييء الجسم للإنطلاق وأثناء الجري عدم ترك اليدين يتقاطعان مع الجسم ....إلى غير ذلك من المبادئ التي لا شك أن

لاعبينا تشبعوا بها من مدة .كما توضح الصور





وإذا ذهبنا لزاوية رؤية أخرى سنجد أن تلك الثقة التي سيكتسبها الخصم لن تنزل من السماء فما هي إلا ثقة لاعبينا

التي ذهبت مع بداية تسرب الشك في النفوس وتغلغل التعب في الأقدام وانتقلت كجرعة معنوية في نفسية المنتخب الخصم ،

لذلك نتمنى أن يتم استثمار التكوين الإحتراف للاعبينا لتجاوز هذه الأمور ،

لأن ضعف التركيز و سوء الحظ ممكن أن يربك حسابات أي مدرب .

هنا مقطع لكرات ضائعة ببشاعة ضعف التركيز هو تفسيرها ، أو ربما الثقة الزائدة وبنسبة ضعيفة الحظ

نجوم كحلوها