حدث في 24 يناير 2011
بيان هام للرئيس مبارك الليلة:
عنوان كل الصحف الصادرة في مصر يوم 24 يناير 2011. الخبر الأول في كل شرائط الأخبار في كل محطات التلڤزيون المصرية والعالمية، كل العالم يترقب الساعة التاسعة مساء، الشوارع شبه خالية من المارة، يبدو أن أخبارًا غير عادية قادمة في الطريق، المحللون يعلقون لأن المصريين اعتادوا طوال حكم الرئيس مبارك على الأخبار الباردة البطيئة، وعلى الخطابات الرئاسية الروتينية المملة، المصريون لم يعتادوا على هذا التنويه المستمر والبارز على هذا البيان المفاجئ. هل تغير الرئيس؟؟
الخطاب تأخر حتى الثانية عشرة مساء، وكان فرصة لبرامج التوك شو أن تحلل وتتوقع وتستضيف، ومصر كلها تنتظر.
أيها الإخوة المواطنون...
قالها الرئيس في منتصف الليل في الدقيقة الأولى من يوم 25 يناير 2011.
أيها الإخوة المواطنون...
إن التاريخ يخلد الزعماء الذين يقررون في لحظات تاريخية أن ينصتوا إلى أصوات شعوبهم، ويلبوا أحلامهم ومطالبهم وأمانيهم؛ بصرف النظر عن أية مصلحة شخصية للحاكم وأسرته ومقربيه.
إن مصير الشعوب واستقرارها ورخاءها أهم من مصالح الحاكم وكرامته، بل وحياته.
أيها الإخوة المواطنون...
لقد آن الأوان لاتخاذ قرارات مصيرية من أجل مصر وأبناء مصر الذين منحوني ثقتهم طوال ثلاثين عامًا، ولم أتوان لحظة في التفاني لخدمة بنى وطني.
أيها الإخوة المواطنون...
بناء على مطالب وأحلام الشعب قررت ما يلي:
- لن أرشح نفسي لفترة الرياسة القادمة؛ لإتاحة الفرصة للدماء الجديدة لبناء مصر الجديدة.
- لن يترشح أي من نجلي لرياسة الجمهورية؛ لأنني رفضت مرارًا وتكرارًا أن يكون هناك توريث.
- حل مجلسي الشعب والشورى؛ حيث تأكدت من وجود تزوير فاضح لا يليق بمصر ولا ببرلمانها.
- البدء في الإعداد لدستور جديد ينقل مصر إلى وضعها الذي يليق بها وبحضارتها وأبنائها.
- تعيين حكومة جديدة تضم الشرفاء والأكفاء، وتلبي مطالب الجماهير، وتعمل على الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين.
- البدء فورا في الحرب ضد الفساد والفاسدين والمفسدين، مهما كانت مناصبهم ومهما كانت علاقاتهم.
- البدء في إجراءات الاستقلال الكامل للسلطة القضائية.
- البدء في إجراءات تحرير الإعلام المصري ليصبح معبرًا عن صوت الشعب.
فلنعتبرها ثورة على أنفسنا.. ثورة تطهير وتطوير.. ثورة تهدم الباطل وتبني الحق.. تمحو الفساد وتبني الأمل. فلنتكاتف جميعًا.. صغيرنا وكبيرنا، فقيرنا وغنينا، أطفالنا وشبابنا ونساؤنا وشيوخنا، مسيحيونا ومسلمونا؛ لبناء مصر التي نحلم بها جميعًا وينتظرها العالم أجمع؛ لتعود من جديد منارة الدنيا وشعلة الحضارة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
...........................................
ملحوظة: ربما جال هذا الخاطر في ذهن مبارك وهو على سريره في مستشفى شرم الشيخ.
أكملوا معي السِّنَرْيو التالي الذي سيحدث بعد الخطاب يوم 25 يناير 2011.