بيان الى القواعد النقابية المناضلة في قطاع التعليم الاساسي

اضراب 30 و31 ماي بين التسييس والتعجيز

1- كان إضراب 16 ماي محل اجماع كل النقابيين بكل توجهاتهم الفكرية حيث شارك فيه الجميع من اليسار الى القوميين الى الاسلاميين الى المستقلين. لذا فانه لن يزايد علينا احد لو اتخذنا موقفا مغايرا من اضراب 30 و31 ماي خاصة وأننا شاهدنا اعضاء سابقين بالشعب المهنية ومن انصار التجمع المنحل ممن اعتادوا خيانة النضالات النقابية في فترة المخلوع هم الان في طليعة من يحرضون على التمسك بالإضراب حتى اثناء المفاوضات طيلة الايام الماضية.
2- دعت نقابتنا العامة الموقرة الى التمسك بالإضراب يومي 30 و31 ماي بحجة ان سلطة الاشراف لم تستجب الى مطالب ابناء القطاع المشروعة غير ان في ذلك مغالطة وتضليلا للقواعد النقابية. هل الاستجابة الى 95 في المائة من المطالب يعتبر عدم تلبية من سلطة الاشراف للائحة النقابة؟ الم تكونوا في السابق تناضلون من اجل الاستجابة الى 10 في المائة من المطالب فقط لا غير ثم تطبلون وتهللون لما كنتم تصورونه على انه انجازات تاريخية؟ لو كان ما كنتم تحققونه طيلة العشريتين الاخيرتين مكاسب وانجازات فلم المفاوضات اليوم ولم كان قطاعنا من اكثر القطاعات التي تعرف التهميش؟
3- ان الحديث عن عدم استجابة الوزارة لمطالبنا تضليل بين فلقد أراد ابناء القطاع اسوة بغيرهم من الموظفين عدم المضي قدما في السنة البيضاء -دون زيادات في التأجير- فتحقق لنا ذلك وأردنا ايضا تمتيع المربين بالمنحة الخصوصية أسوة ببقية القطاعات فتم لنا ذلك وأردنا تنظير أساتذتنا بأساتذة المعاهد الثانوية فتم لنا ذلك وأردنا تعديل التوقيت الاسبوعي نحو مزيد من التخفيف فتحقق لنا ذلك وأردنا منحة كيلومترية للمساعدين البيداغوجيين أسوة بالمتفقدين فكان لنا ذلك وأردنا منحة مراقبة الامتحانات الوطنية فاستجيب لنا وأردنا تمتيع المساعدين بمنحة الريف فتم لنا ذلك وطالبنا بانتداب الزملاء المناوبين والمتعاقدين على اقساط فكان لنا ذلك ونادينا بضرورة اعداد نظام اساسي جديد يضمن الحق النقابي ويشرع لكل المكاسب الجديدة بما فيها الترقيات وحركة النقل والخطط المستحدثة ومختلف المنح فأرسل الينا نسخة اولية منه وطلب منا ابداء ملاحظاتنا حوله وطالبنا بالترفيع في منح المديرين حتى تتلاءم مع مشقة الخطة فتم ذلك ورفعت المنحة باكثر من 100 في المائة وطالبنا بالترفيع في منحة العودة المدرسية فتم لنا ذلك وعرضت سلطة الاشراف زيادة بـ 50 في المائة غير ان نقابتنا الموقرة رفضت ذلك واعتمدت مبدا الكل او لا شيء وهو مبدأ لم نعهده في تاريخ العمل النقابي منذ الفترة الاستعمارية مما يجعل شكوكنا في انتهاج مبدأ التعجيز قوية ومشروعة.
4- تقول نقابتنا الموقرة انها تنطق باسم ابناء القطاع جميعا بقطع النظر عن انتماءاتهم الفكرية والحزبية ولكن وخلف هذه الشعارات البراقة لم نلحظ تشريكا للقواعد في اتخذ القرار اذ مازلنا كما كنا في فترة الاستبداد نسمع بقرارات الاضراب من خلال وسائل الاعلام والبيانات التي تصل في آخر لحظة. فلم لم يتم استدعاء المربين في نقاباتهم الاساسية لعرض ما حققته المفاوضات الاولى او الثانية؟ لماذا تعمدت قيادات النقابة التعتيم عما استجابت له الوزارة من مطالب؟
5- يقول المكتب التنفيذي ان دعوته للإضراب مطلبية نقابية وليست مرتبطة بأية اجندة حزبية غايتها الضغط على الحكومة وخلق التوتير الاجتماعي وزيادة الاحتقان ضد السلطة الحاكمة. سنصدق ذلك لو لم تكن اطراف في مكتب النقابة العامة تجتمع في مقرات احزاب المعارضة مع قادة تلك الاحزاب. هل ضاقت عليهم مقرات الاتحاد حتى يجتمعوا في مقرات لجهات سياسية لها موقفها المسبق من الحكم الحالي؟ نعم لكل نقابي الحق في ممارسة السياسية ولكن ليس له الحق في ممارسة التحزب. سنظل ننادي بان كل من يصر على عضوية مكاتب الاحزاب وتزعمها عليه بالاستقالة منها قبل ان يشغل خططا نقابية وطنية. كيف تريدنا ان نصدق مثلا ان الرفيق نبيل الهواشي عضو المكتب التنفيذي يعمل من اجل القطاع وهو لا يترك مقر حركة الوطنيين الديمقراطيين التي يتراسها الرفيق شكري بلعيد؟ كيف يستطيع السيد الهواشي التوفيق بين تمثيله للمربين في نقابتنا وبين عضويته في المكتب السياسي لحزبه؟ نفس الشيء للاخ المولدي الراجحي عضو المكتب السياسي لحركة الشعب او الاخ المستوري القمودي عضو الامانة العامة لنفس الحركة هذا دون الحديث عن الرفيق حفيظ حفيظ الذي لا يزال يمسك بكل مفاتيح النقابة وانتماؤه لحزب العمال الشيوعي لا ينكره احد بل سبق له وان ترشح كرئيس قائمة البديل الثوري بدائرة قابس. اما الرفاق محمد حليم وطاهر ذاكر فيقاسمون حفيظ حفيظ نفس التوجه الفكري والحزبي.
6- ان الاصرار على الاضراب في اهم فترة دراسية لأبنائنا التلاميذ مدعاة للتساؤل خاصة وان الجميع مدعوون الى انجاح امتحانات آخر السنة التي تنطلق بعد ايام قليلة. بل رأينا نقابيين محسوبين على القيادة النقابية يهددون بمقاطعة تلك الامتحانات وهو امر يتجاوز القواعد الاخلاقية للعمل النقابي ويزيد من توتير العلاقة بين المربين وأولياء التلاميذ ومحيطهم الاجتماعي ككل.
7- لقد ساهمت نقابتنا الموقرة بأدائها الاعلامي الضعيف في ابراز مطالبنا كما لو انها مادية بحتة وقدمتنا للرأي العام على ان همنا الوحيد هو مضاعفة الاجور والمنح مما ولد قطيعة مع اكثر ابناء المجتمع خاصة ممن يعانون البطالة وأولياء التلاميذ الذين يرون في تجاهل النقابة لتقنين وتنظيم مسالة الدروس الخصوصية التي تمارس حاليا بشكل منفلت وعشوائي دليلا على تواطؤها مع المقصرين والمسيئين للرسالة التربوية الشريفة. ثم كان لإصرار النقابة على انتداب المناوبين الذين نعلم جميعا كيف تم تعيينهم في مقرات لجان التنسيق والجامعات الحزبية للتجمع المنحل الاثر السيء في علاقتنا مع المعطلين عن العمل من ذوي الشهائد الجامعية الذين يطالبون بأحقيتهم في الانتدابات.
لقد اضافت اليوم نقابتنا المحترمة بدعة جديدة في العمل النقابي وهو اعتماد الاضراب من اجل الاضراب حتى ولو تمت الاستجابة للمطالب المشروعة لأبناء القطاع. ان اضراب 30 و 31 ماي ليس فقط لا يجد أي تبرير نقابي له بل يفتقد لكل روح اخلاقية ويتلبس لبوس السياسة والتخندق الحزبي المفضوح. ان القواعد النقابية المناضلة اصبحت غير مستعدة لتلبية نداءات بالإضراب تأتي اليها من مقرات الحزب. ان من يزايد على نضاليتنا في تيار المود –مناضلون وطنيون ديمقراطيون- يتجاهل التضحيات التي قمنا بها في قطاع التعليم الاساسي والثانوي وما تعرضنا له من سجن وعزل وهرسلة وعقوبات ساهم وللأسف الشديد بعض الرفاق والإخوة النقابيين في الحاقها بنا اثر موقفنا المبدئي من موجة القمع والتنكيل التي عرفتها البلاد اوائل التسعينات.
مناضلون وطنيون ديمقراطيون /مود/

./.