منتدى ابداع عرب فوت
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم 829894
ادارة المنتدي موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم 103798
منتدى ابداع عرب فوت
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم 829894
ادارة المنتدي موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم 103798
منتدى ابداع عرب فوت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابداع عرب فوت

ابداع بلا حدود = http://ibda3.forumclan.com
 
الرئيسيةبوابة المنتدىأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل للصور
منتدى ابداع عرب فوت يمنحكم هذا الفضاء للالتقاء منتدى منكم و اليكم موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Support ==
ابداعك يمر من هنا ...منتدى شمس العرب منكم و اليكم...سجل ملاحظاتك في سجل الزوار..
عزيزي : العضو/ لحظة من فضلك :ـ1/ لاتعتقد ان عدم رد المشرفين على موضوعك او رد خاص بك هوتجاهل لك بل التمس لهم العذر بانشغالهم بامور اخرى قد تكوٍن اهم . 2/لاتجعل الانسحاب خيار سهل تنحدر في طريقه .3/ التميز ليس بكثرة المواضيع وٍلكن بمضمونها ومدى فائدتها .نحن ادارين ومشرفين ومشرفات ومراقبين وجدنا لمساعدتكم فانتم الحجر الاساسي لهذا المنتــدى .. ...

 

 موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صلاح الزحاف

عضو مميّز


عضو مميّز
صلاح الزحاف


موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم YUD92821
نقاط التميّز نقاط التميّز : 7800
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Swr2*موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Xsf

موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Z66*موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم A7
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Z444*موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Wsam3

موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Gold1%5d

المكافأة و الإمتيازات المكافأة و الإمتيازات : 10
نقاط : 828
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
الهواية : موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Swimmi10

موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Empty
مُساهمةموضوع: رد: موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم   موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم I_icon_minitimeالأحد 6 مايو - 0:01

نسيت يا لميس المنبر
هاني اشريت واحد وجبتهولك لتتصدقي به


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لميس
مشرفة
مشرفة
لميس


موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم YUD92821
نقاط التميّز نقاط التميّز : 8300
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم John-c11
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Ouuoou10
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Ouuooo10
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم 9445.imgcache
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Active01


الأوسمة : موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم 3h210
المكافأة و الإمتيازات المكافأة و الإمتيازات : 34
نقاط : 1744
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
الهواية : موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Swimmi10

موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم Empty
مُساهمةموضوع: موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم   موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم I_icon_minitimeالسبت 5 مايو - 23:57

رقم الخطبة: 206 التاريخ: 13 جمادى الآخرة 1433 04 ماي 2012
الموضوع: صلة الأرحام
أركان الخطبة: معنى صلة الرحم - ثواب صلة الرحم – عقوبة قاطع الرحم – أمثلة لصلة الأرحام – الإنفاق - العفو

الحمد لله الذي خلق من الماء بشرا ‘‘فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً’’(1)،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو البالغ أمره، والجاعل لكل
شيء قدرا، وأشهد أن سيّدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدا رسول الله، خير ولد آدم،
شرفا وفخرا، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الكاملين عفة وطهرا، وعلى صحابته
الميسرين لليسرى، ومن تبعهم بالطاعات أمرا ونهرا، صلاة تكون لنا يوم
القيامة ذخرا، ولذنوبنا غفرا، ولنعماء الله حمدا وشكرا.


‘‘أَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ من نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ
إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً’’(2)

أما بعد، فيا أحباب
رسول الله ، رأينا في خطب سابقة قيمة تواصل وتآلف القلوب بين المؤمنين،
فهي نعمة الله سبحانه على أمة الإسلام ‘‘وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً’’(3) وتأليف القلوب لا يحققه المال
مهما كثر، فلا شيء يصلح قلوبا متنافرة، ولا ينفع ذهب الأرض ليجمع قلوبا
مبغضة، لكنها قدرة الله سبحانه ‘‘هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ
وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي
ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ
أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ’’(4) فلا تقوم قائمة للمسلمين
إلا إذا عمّت بينهم المودة والرحمة، وتحققت فيهم المحبة، وأصلحوا ذات
بينهم، فأصبحوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد
بالسهر والحمى(5).

وحتى يسلم مجتمع المسلمين من الأمراض، وجب أن
يسلم كل عضو فيه، بدأ بالفرد الذي يربيه الإسلام على التقوى، والعفة، وحب
الخير للغير، ثم الأسرة الصغيرة، المكونة من الوالدين، الذين جعل الله
تبارك وتعالى رضاه في رضاهما، وجعل العلاقة معهما برّا ومحبة، وتذللا لهما
ورحمة، وعرفانا بالجميل ‘‘وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّل مِنَ
ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّب ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً’’(6).

ويكبر هذا الصغير، فيكتشف أن له إلى جانب أبويه أناسا آخرين أحبّ إلى
قلبه، وأكثر رحما، إنهم إخوته وأخواته، وأعمامه وعماته، وأخواله وخالاته،
وأبناؤهم، إنه أولوا القربى، إنهم الأرحام، الذين يكونون الأسرة الكبيرة،
هذه الشبكة المترابطة التي تسمى النسب والتي إن أضفنا إليها الأصهار، وجدت
أن كل مجتمع المسلمين بينهم علاقة فلا يبقى فيهم موتور ولا مقطوع، بل كلهم
كالبنيان يشدّ بعضهم بعضها(7).

إخوة الإيمان، الآية التي تلخص
تعاليم الإسلام، ‘‘إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ
وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ
وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ’’(Cool، ثلاثة أوامر وثلاثة
نواه، الأوامر الثلاثة، العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، فيكون ثلث
التكليف مع صلة الرحم، أولي القربى، أقرب الناس إليك، ومما يدل على قيمة
الرحم، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي، ‘‘أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ
الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنْ اسْمِي فَمَنْ يَصِلْهَا أَصِلْهُ وَمَنْ
يَقْطَعْهَا أَقْطَعْهُ’’(9) وجاء رجل إلى النبي فقال ‘‘أخبرني بعمل
يدخلني الجنة؟ فقال النبي تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة،
وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم’’(10) فانظروا رحمكم الله قيمة الرحم، كيف لا وقد
أخبرنا النبي أن ‘‘الرحم معلقة بالعرش’’ وأنها تتكلم، فتقول ‘‘من وصلني
وصله الله ومن قطعني قطعه الله’’(11).

وحتى يتبين لنا أكثر نوع
العلاقة اللازمة مع أولي القربى نقرأ الآية الكريمة ‘‘وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ
وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي
ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْجَارِ ذِي
ٱلْقُرْبَىٰ’’(12) فالإحسان المطلوب مع الوالدين، موصول إلى الأقارب،
والجيران وخص منهم الجيران أصحاب القرابة، هذا هو مجتمع المسلمين، صلة
وإحسان وتقارب وتآلف، ولتحقيق ذلك استعمل الإسلام الترغيب والترهيب، فيقول
النبي ‘‘من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره (أي يطول عمره)
فليصل رحمه’’(13) ووعد الله سبحانه الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل
جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم ‘‘وَالمَلاَئِكَةُ
يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ من كُل بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ
فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ’’(14)، أما قاطعوا الأرحام فمقطوعون في الدنيا
ملعونون في الآخرة، قال الله تبارك وتعالى ‘‘فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن
تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ *
أَوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ
أَبْصَارَهُمْ’’(15).

الأمر أيها الإخوان جدّ، فعلى المسلم أن يضع
نفسه على ميزان الشرع، حتى يتجنب ما يرديه، ويعمل بما ينجيه، فما هي فرائض
صلة الرحم، وما هي الحدود التي إن تجاوزها المسلم أصبح قاطعا للرحم، فأولا
بشاشة عند اللقاء، ثم لين في المعاملة، وطيب في القول، إنها زيارات وصلات
وتفقّد الأحوال دون تجسس أو إحراج، مكالمات ومراسلات، إحسان إلى المحتاجين
منهم، وبذل للمعروف، وتبادل للهدايا، عدل وإنصاف، واجتهاد في الدعاء
بالتوفيق والصلاح، هذه مجالات التواصل مع الأقارب، ينضم إلى ذلك غض عن
الهفوات، وعفو عن الزلات، وإقالة للعثرات، وكثير من الصبر، فمن الناس من
يزور أرحامه ويحسن إليهم لكنه مع أول خطأ منهم قلب ظهر المجن، وفتح باب
الفتن، واشتغل الشيطان بالغيبة والنميمة والشقاق، فهاج الرجل وماج وكأنه
ينتظر يوم الفراق، فلا يعود يلتفت إلى أهل، ولا يسأل عن قريب.

قال
النبي ‘‘ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه
وصلها’’(16)، هذه قوة المسلم، هذه تضحية المسلم ‘‘ويدرؤون بالحسنة
السيئة’’(17)، تحمل كبير وصبر جميل، ولذلك تقول لهم الملائكة في الجنة
‘‘سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّار’’(18)،
لذلك حين جاء رجل وقال ‘‘يَا رَسُـولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَـرَابَةً
أَصِـلُهُمْ وَيَقْطَـعُونِي وَأُحْـسِنُ إِلَـيْهِمْ وَيُسِـيئُونَ
إِلَىَّ وَأَحْـلُمُ عَـنْهُمْ وَيَجْـهَلُونَ عَلَىَّ، قَالَ له: لَئِـنْ
كُـنْتَ كَـمَا قُلْتَ فَكَـأَنَّمَا تُسِـفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ
مَعَـكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِـيرٌ عَلَـيْهِمْ مَا دُمْـتَ عَلَى
ذَلِكَ’’(19).

وعندنا في قصة يوسف عليه السلام خير معتبر، فقد
ألقوه في بئر، وباعوه بثمن بخس، وحرموه من رؤية أبيه أربعين عاما، لكنه
بمجرد أن رآهم تحركت عاطفة الرحم، وأحسن إليهم، ولمّح لهم حتى عرفوه،
فقالوا ‘‘تَٱللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا
لَخَاطِئِينَ * قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ يَغْفِرُ ٱللَّهُ
لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ’’(20) لا تثريب أي لا لوم، وانظروا
إلى خلقه كيف قال ‘‘وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسجْنِ
وَجَآءَ بِكُمْ منَ ٱلْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي
وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ’’(21)، فلم يقل من بعد أن فعلتم لي كذا وكذا، بل قال
نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي، فردّ الخطأ إلى الشيطان، فهكذا يجب أن يتصرّف
المسلم، إذا أراد أن يحفظ أرحامه.

أما أبو بكر الصدّيق فقد كان
ينفق على قريب له واسمه مِسطَح بن أثاثة، وهم من الذين تكلموا في حادثة
الإفك، واتهم زوجة النبي عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وتكلم في
عرضها، فأقسم أبو بكر أن لا يقطع عنه ما كان يعطيه من مال، فنزلت الآية
الكريمة، ‘‘وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن
يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي
سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن
يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ’’(22)، أي لا يقطع أصحاب
الفضل في الخلق والزيادة والسعة في المال النفقة عن الأقارب حتى إن أخطأوا
في حقهم، فإن كان الله في عليائه سبحانه وتعالى يغفر ويرحم، فلماذا أنتم لا
تغفرون؟ طالما تريدون أن يغفر الله لكم، فقال أبو بكر رضي الله عنه ‘‘بلى
والله أني لأحب أن يغفر الله لي، فأرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق
عليه، وقال، والله لا أنزعها منه أبدا.

يا أهل الإيمان، أصحاب
القرابة، أولوا الأرحام، لهم حق عليك، المال مال الله، استخلفك فيه فناظر
ماذا ستفعل به، وإن شاء نزعه منك فهو يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن
يشاء، وقد أمرك بأمر لا ريبة فيه فقال ‘‘فآتِ ذَا القُرْبَى حَقّهُ’’(23)،
قال أحد الإخوة، لي ابن عمّ سبقني بالأذى، وتكلم فيّ وأظهر لي الحسد
والبغضاء، وقطع عنى الخطى فلم أعد أراه إلا صدفة، لكنه حسن همّ بالزواج
تذكر أن له ابن عم، فقصد منزلي وطلب من أهلي أن أعينه، فأشار علي الشيطان
أن أعط ما تريد إنفاقه إلى من هو أحوج من ابن عمك، وهممت بذلك إلا أنني
بفضل الله تذكرت يوم الحساب وقلت ماذا سأقول لربي إن قال لي لقد أكلت حقوق
الناس، وعصيتني فأقول كيف يا رب، فيقول ألم أقل لك ‘‘فآتِ ذَا القُرْبَى
حَقّهُ’’(23)، فلقد حرمت ابن عمك حقه وعصيتني، قال فعجلت بإعانة ابن عمي،
ووالله ما مرّ أسبوع حتى رزقني الله أضعاف ما أعطيت.

قال النبي
محمد ، ‘‘أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح’’(24) والكاشح هو المضمر
العداوة، يعني أفضل صدقة تخرجها تكون على قريب لك يكرهك، ولا يريد لك
الخير، أو هكذا يصور لك الشيطان اللعين ويعطيك عليه الحجج والبراهين، فلو
فرضنا ذلك، فليس لك إلا أن تتألف قلبه بالعطاء والهدايا إن شئت أن ينلك من
الله الرزق الوفير ومغفرة الخطايا. فيا من فتح الله عليك باب الإنفاق،
ووقاك شح نفسك، وللصدقة طيب قلبك وهداك، استمع إلى كلام مولاك
‘‘يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ منْ خَيْرٍ
فَلِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ’’(25) فالأقربون أولى بالمعروف، والأجر
مع الأقربين مضاعف لا يفرّك فيه إلا ناقص عقل ودين، قال النبي
‘‘الصَّدَقَةُ عَلَى المسكينِ صَدقةٌ وهي عَلَى ذِي الرَّحمِ ثِنْتَانِ
صَدقَةٌ وصِلَةٌ’’(26) أي له أجر الصدقة وله أجر صلة الرحم.

إخوة
الإيمان، يتخاصم الأقارب على الميراث، وخاصة الإخوة، ويتخاصمون من أجل
خصومات بين أبنائهم، ويتخاصمون في الأعراس، ويتخاصمون أحيانا بسبب غيرة بين
زوجاتهم، ويتباغضون أحيانا بلا سبب، بل ضغينة يقذفها الشيطان الرجيم في
قلوب نسيت المحبة، وتنكرت للقرابة، أو قلوب غفلت عن وعد الله ووعيده، وكم
من مجمع للأقارب في حفل أو عرس ينتهي بقطيعة سنين، تذكي نارها المكالمات
الهاتفية، ويصب الزيت على لهيبها الوسطاء من ذوي الألسنة الشيطانية، والحل
لهذه المعضلات، وتدارك الأمر قبل الفوات، والنجاة من غضب رب الأرض
والسماوات، بالتجاوز والتغاضي فالتغاضي من شيم الكرام، واتباع الزلات من
شيم اللئام، فتجنب أخي المسلم الشدّة في عتاب الأرحام إن عاتبت، وتحمل
عتابهم وسوء كلامهم إن عوتبت، ولست مضطرا أن تكون كل يوم في بيت أقاربك حتى
تكون واصلا، بل اكتف بالواجب، وزرهم في وقت يستأنسون فيه بزيارتك، وعند
الخصومة قل قولا حسنا، واترك مجالا للصلح وتمثل قول الشافعي رضي الله

إن شئت أن تحيى سليما مـــن الأذى
وحظك موفورٌ وعرضك صيــــــــــــــــــنُ
لسانك لا تذكر بع عورة امــــــــــــــرئ
فكلك عورات وللناس ألســـــــــــــــــنُ
ونفسك إن أبدت إليك معايــــــــــــــــبا
فقل يا نفس للناس أعيـــــــــــــــــــــنُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتـــــدى
وفارق ولكن بالتي هي أحســــــــــــنُ

اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا أن نعطي أولي القربى حقوقهم،
ونعفو عن أخطائهم، حتى تعفو عنا وتغفر لنا يا رب العالمين، ولا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي
يؤاخذ على الذنب لكن يعفو عن كثير من السيئات، وسبقت رحمته عذابه فيغفر
للتائبين ويتجاوز عن العثرات، ويزيدهم من فضله فيُبدّل الخطايا بالحسنات،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بارئ النسمات، وأشهد أن نبينا
محمداً رسوله المصطفى أفضل البريئات، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله
وأصحابه أولي الفضل والمَكْرُمات، ومن اقتفى أثرهم ما دامت الأرض
والسماوات.

إخوتي في الله، قال النبي ‘‘إن أعمال بني آدم تعرض
كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم’’(27)، فتصوروا مسلما يصوم
النهار ويقوم الليل ويتصدق ويختم القرآن ويتعبّد ويتودد إلى الناس، لكنه
قاطع لرحمه، فكل عمله هباء منثور، ستناله عقوبة عاجلة لقول النبي ‘‘ليس
شيءٌ أُطيعَ اللهُ تعالى فيه أعجلَ ثوابًا من صلةِ الرحم، وليس شيءٌ أعجلَ
عقابًا من البغي وقطيعة الرحم’’(28)، وأكثر من هذا، قوله ‘‘لا يدخل الجنة
قاطع’’(29)، فالمسألة ليست في كرامتك التي تزعم أن أقرباءك داسوها، أو
مبادئك التي تدّعي أنك تحميها، المسألة جنة أو نار ولك القرار، فعاهد الله
أخي أن لا تخرج من هذا المسجد إلا وقد عفوت عن جميع أقاربك وتجاوزت، وولهم
دعوت بالمغفرة وابتهلت، وبرمجت زيارة قريبة لمن قطعت، ولا بأس إن احتجت
إلى حكم بينك وبين من لا زالت عندك معهم حقوق وواجبات، ولا تترك الشيطان
يحسم لك أنك المحروم، وأن حقك المهضوم، فقد فعل ذلك مع قريبك قبل أن يشير
إليك، وليست له رغبة إلا أن يكبك في النار ويضحك عليك، فالبدار البدار
إخواني لأخذ وصية نبيكم قبل أن يفراق هذه الدنيا بساعات وهو يقول
‘‘أرحامكم أرحامكم’’(30)، هذانا الله وإياكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم.

اللهم لك الحمد كثيرا كما أنعمت كثيرا
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد على كل حال
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في
العالمين، إنك حميد مجيد

اللهم غفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (23)

اللهم اهدنا أن نصل أرحامنا، ونتجاوز عن ظالمهم ويغفر لنا من ظلمنا منهم،
وبصرنا بعيوبنا وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا
اجتنابه
اللّهم إنّا نسألك صحّة في إيمان، وإيماناً في حُسن خُلُق، ونجاحاً يتبعه فلاح، ورحمة منك وعافية، ومغفرة منك ورضواناً
اللهم انفعنا وارفعنا بالقران العظيم، و أجعله لنا أماما وهدى ورحمة،
اللهم ذكرنا منه ما نسينا، و علمني منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته والعمل به
آناء الليل و أطراف النهار، وأجعله لنا حجة يا رب العالمين.
اللهم
اشفنا واشف مرضى المسلمين وعافنا وعاف مبتلى المسلمين، وفرج الكرب عن
المكروبين واقض الدين عن المدينين، ويسر أقوات المسلمين، وجد بالعمل على
العاطلين، وبارك لدولة المسلمين
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين،
اللهم أذل الكفر والكافرين، اللهم دمر أعداءك أعداء الدين، اللهم خلص أولى
القبلتين، واحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين، من الفتن والمحن والحروب
والآلام والأسقام، وانصر المسلمين في فلسطين، وارفع البلاء عن إخواننا
السوريين والليبيين واليمنيين والمصريين والعراقيين، وسائر المسلمين،
اللهم انصر لنا ديننا الذي ارتضيت لنا، اللهم مكن لنا ديننا كما وعدتنا، اللهم وحد كلمتنا وارفع رايتنا، واحم جماعتنا
واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، سخاء رخاء، لا بلاء فيه ولا شقاء، وسهل الأرزاق للعاطلين، ويسّر أقوات المسلمين.

ربِّنا تقبّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعوتنا، وثبّت حجّتنا، واهد
قلوبنا، وسدّد ألسنتنا، واسلل سخائم قلوبنا، واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا،
وأحسن خاتمتنا في الأمور كلها، ولا تتوفنا إلا وأنت راض عنا
سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

الركعة الأولى

وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْجَارِ
ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ
ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن
كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً * ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ
بِٱلْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً * وَٱلَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ
وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً
فَسَآءَ قِرِيناً * وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ
وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ وَكَانَ
ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً (31)

الركعة الثانية

ٱلَّذِينَ
يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ * وَٱلَّذِينَ
يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ
رَبهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيئَةَ أُوْلَـٰئِكَ
لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ
مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُريَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ
يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ من كُل بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ
فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ (32)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موضوع خطبة الجمعة = صلة الرحم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موضوع خطبة الجمعة 11--5-2012: علاقة الجوار
»  الجمعة: فضلها +مايستحب فيها و ما يكره + شروط وجوب صلاتها+ شروط صحتها
» همسات للمرأة المسلمة الصالحة (موضوع رائع للمؤمنات الصالحات)
» عقد قران غادة عبد الرازق اليوم الجمعة.. و"خالد يوسف" خارج قائمة المدعوين
» اول موضوع نقاشي فى صحيفة الصفاقسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابداع عرب فوت :: الفئة الأولى :: منتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: