رقم الخطبة: 207 التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1433 11 ماي 2012
الموضوع: علاقة الجوار
أركان الخطبة: خطورة ذنب إيذاء الجار- أنواع إيذاء الجار – حقوق الجار – الصبر على أذى الجار – قصص عن الجوار
الشعر: يلومونني أن بعت بالرخص منزلي
الرقائق: جوار سعيد ابن العاص - ابن المقفع مع الفئران
الحمد لله، الحمد لله الذي يسَّر للسالكين إليه الطرق والأسباب، وفتح لهم
من خزائن رحمته كل باب، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً
بلا ارتياب، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله الذي منّ الله به على المؤمنين
يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الحكمة والكتاب، صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الحساب وسلم تسليماً كثيراً.
‘‘أَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ من نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ
إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً’’(1)
أما بعد، فيا أحباب
رسول الله ، ما زلنا في تواصل القلوب، وقد رأينا كيف يبدأ المسلم
بوالديه، وأهله وأقاربه يتعهّد هذه العلاقات ويملأها مودّة ورحمات، ويشحنها
بالبسمات وأطيب الكلمات، ولا يرضى لنفسه عقوقا ولا قطيعة ولا أذية، ويدفع
بالحسنة السيئات، فهو بارّ بوالديه، واصل للأرحام، حسَن المعاشرة طيّب
الكلام.
ويلتفت المسلم فيجد القاطنين حوله من الجيران، يراهم
ويتواصل معهم أحيانا أكثر من أولي الأرحام، فهم مقيمون من فوقه، ومن أسفل
منه، على قاب قوسين أو أدنى في الشقق والعمارات، التي تتلاصق يوما بعد يوم،
حتى عاد الجيران يعدّون بآلاف الأشخاص في مساحة صغيرة، بعدما كانت المسافة
بين الجيران على مدّ البصر، وأصبح الاحتكاك بالجيران أمرا محتوما، بحكم
الاشتراك في الممرات والمدارج والفضاءات العامة، وإن كانت العلاقات بدأت
تفتر بين الجيران ويختار الكثيرون عدم مخالطة الجيران، فإن الجار يبقى
دائما معيارا لاختيار مكان السكن، فكما قالت العرب الجار قبل الدار.
باع أحد العرب داره بأرخص الأثمان، فلاموه على ذلك فقال
يلومونني أن بعت بالرخص منزلي ولم يعرفوا جاراً هناك ينغـــــــص
فقلت لهـم كفـوا المـلام فإنـــــــــها بجيرانها تغلوا الديار وترخــــص
نعم بإمكان جار السوء أن ينغص على المسلم حياته ويضطرّه لترك مكان إقامته،
ولقد كان رسول الله ، يتعوّذ من جار السوء، فيقول ‘‘اللهم إني أعوذ بك من
جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول’’(2)، يعني أن جيران
البادية في الخيام رحل يتنقلون من موسم لآخر، أما جيران المدينة فقليلا ما
يتغيرون، ومن كان قدره جارا مؤذيا، ظالما، غير عارف بحقوق الجوار ساءت
معيشته، ودار المقامة هي أيضا الجنة، والجار فيها رب العزة سبحانه نسأل
الله حسن جواره، وعقبى داره، وجنة قراره.
إخوة الإيمان، لقد
أوصانا الله سبحانه وتعالى بالوالدين إحسانا، وضم إليهما أولي القربى،
والجيران، فقال ‘‘وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً
وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ
وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ’’(3)، أي
الجار الذي بينك وبينه قرابة، والجار الجنب هو الذي ليست لك معه علاقة
قرابة، فكلهم فرض عليك الإحسان إليهم، وحسن الخلق معهم، وأول حسن الخلق هو
ترك الأذى، لأن أذية الجار موجبة للنار، قال رسول الله ‘‘لا يدخل الجنة
من لا يأمن جاره بوائقه’’(4) أي غوائله وشرّه وظلمه، وعن أنس أن النبي
قال ‘‘من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله’’(5)، فالأمر أيها
الإخوان جليل، وبعض الناس يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، فلا تنفع صلوات
ولا صدقات ولا صيام ولا عبادات لمن يؤذي جيرانه، هكذا أخبرنا الصادق
المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، فقد ذكروا عنده فلانة، وذكروا من
صيامها وقيامها، لكنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال ‘‘هي في النار’’(6).
فإياك أيها المسلم أن تحبط أعمالك دون أن تدري، ولا تزكّي نفسك فتقول أنا
طيب مع جيراني، فالعبرة ليست بما تقول عن نفسك بل بما يظن جيرانك فيك، قال
رسول الله ‘‘إذا قال جيرانُك قد أحسنت فقد أحسنت، وإذا قالوا إنك قد أسأت
فقد أسأت’’(7) إذا جيرانك يحكمون عليك، فإن اتفقتم فبها، وإلا فالخصومة
بينكما، وقد قال النبي ‘‘أول الخصمين يوم القيامة جاران’’(
، فأعدّ لهذه
الخصومة ما يبيّن حُجتك، يوم لا تتكلم الألسن بل الجوارح والأعضاء،
والقاضي هو رب السماء الذي يعلم منك السرّ وأخفى.
المسلم أيها
الإخوان لا يتعلم الآيات والأحاديث ليطبقها على الناس، وينتصب حاكما
ومفتيا، بل يتعلمها ليطبقها على نفسه، عبدا لله خائفا، وللطرفة فقد جاء
متسول إلى رجل فسأله مالا فلم يعطه، قال ما عندي ما يكفيني، فقال له
المتسول أين أنت من الذين ‘‘ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة’’(9) قال
له لقد ذهبوا مع الذين ‘‘لا يسألون الناس إلحافا’’(10)، فالمسلم لا يتعلم
حقوق الجار حتى يحكم على جيرانه، بل حتى يرى ما يطلب الله سبحانه منه،
والأمر في حالة الجوار خطير، والإثم في حق الجار كبير، والعقاب نار السعير،
فابدأ أيها المسلم بكف الأذى، وأول الأذى هو اللسان، ويكون بسوء الكلام أو
رفع الصوت حتى يقلق جيرانه، أو الغيبة والهمز واللمز في الأعراض، ومن
الأذية النظر إلى محارم الجار، والتجسس على أسراره، ورمي القمامة أمام
داره، وإيذاء صغارك لصغاره، والتكبّر عليه بما أعطاك الله، وكل إثم فإنه مع
الجار أشدّ وأكبر، فإياك إياك من أذية الجار، وتذكر دائما أن القلوب تتغير
بالأذى، وتتنافر بكلمة السوء، وما أتعس من كان حوله جيران هم له مبغضون،
وما أسعد من كان له جيران هم له محبون، وقد ذكر رسول الله ثلاثة أسباب
للسعادة ‘‘الجار الصالح والمركب الهنيء والمسكن الواسع’’(11).
ومن
أسباب أذى الجار، تضييق الطريق عليه بسيارتك أو سيارة ضيفك، أو حاجيات
حظيرة بنائك أو بقاياها، أو أوساخ محل صناعتك، أو المياه المتسربة من بيتك،
فمن عنده مثل هذا فليتحلل منه، وليكف أذاه، دون الحاجة إلى شكايات ولا
قضايا، قبل أن لا يكون درهم ولا دينار، بل وقوف أمام الجبار، والحشر إلى
الجنة أو إلى النار، أجارنا الله منها.
ومن الآثام الكبيرة في حق
الجار، أن تستطيل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، لا ينفعك في
ذلك رخصة بناء، فالحساب عند رب السماء، ومن الآثام أذية الجار في شبر من
الأرض، والحديث عند الإمام أحمد أن النبي قال ‘‘أعظم الغلول عند الله عز
وجل ذراع من الأرض، تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع
أحدهما من حظ صاحبه ذراعاً’’(12)، وهذا شائع عندنا والقضايا في المحاكم
عديدة، ولو علم المسلمون كبر هذا الذنب لما اقتربوا منه، قال رسول الله
‘‘مَنْ أَخَذَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ’’(13).
يا أهل الإيمان
والإحسان، وبعد أن تتيقنوا من عدم أذى الجيران، وجب معرفة حقوق الجوار،
ولنسأل في ذلك رسول الله ما حق الجار يا رسول الله؟ واستمعوا إليه وهو
يقول ‘‘إن استقرضك أقرضته، وإن أستعانك أعنته، وإن احتاج أعطيته، وإن مرض
عدته، وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير سرّك وهنيته، وإن أصابته مصيبة
ساءتك وعزيته، ولا تؤذه بقُتَار قِدرك إلا أن تغرف له منها، ولا تستطيل
عليه بالبناء لتشرف عليه وتسدّ عليه الريح إلا بإذنه، وإن اشتريت فاكهة
فأهد له منها، وإلا فأدخلها سراً ولا يخرجْ ولدك بشيء منه يغيظون به
ولده’’(14).
إخوة الإيمان، لقد ابتلينا في هذا الزمان، بالإعراض
عن الجار، فكثير من الأحياء، الجار فيها لا يعرف شيئا عن جاره، بل لا يعرف
اسمه، ولا بلده، ولا غناه ولا فقره، وفي حديث النبي عذر لمن لا يعرف، فقد
قال ‘‘ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به’’(15)،
لكنه إن علم به فالأمر يمس صميم الإيمان، وأصبح فرضا، لا من قبيل الإحسان،
أن يمتدّ خيرك إلى جارك الجائع، وتتكفل بمعونته، وإلا كيف نكون كالجسد
الواحد كما أرادنا رسول الإسلام والسلام محمد ، وبإمكان المسلم إن أراد
قلة المخالطة واجتناب الأذى، أن يختار الشكل الذي يعين به جيرانه، كإنشاء
اللجان والجمعيات التي تعنى بالمحتاجين في جهته، وهكذا يكون قد ساهم ولو من
بعيد في تأدية حقوق الجيران. ومن حق الجار أيضا أن تستر ما ظهر من عيوبه،
وأن تنصحه بما يفيده، وكل واجب نحو المسلمين فهو تجاه الجار أوكد.
ومن حق الجار أنك إذا رأيته على منكر نهيته، وإذا رأيته على معروف أعنته،
فلربما تعلق برقبتك يوم القيامة، يقول، يا رب رآني على منكر فلم يأمرني ولم
ينهني.
عباد الله، ليس الجار من كان الجدار في الجدار، ولكن
الجار من كل جهة على أربعين دار، هكذا قال أهل العلم، وقال علي ابن أبي
طالب كرم الله وجهه، الجار من سمع النداء، وفي زماننا إن نادى المسلم من
شباك شقته أجابه المئات، فلعلم واجبه نحو هؤلاء، وليستعن بنقيب العمارة
والحي السكني، فيبدأ بدفع المعلوم الشهري وليكن نشيطا في بحث سبل تحسين
الإقامة وتعهد الجهة بالنظافة والمساحات الخضراء، وتوفير أماكن اللعب
للأطفال، وإرساء نظام متحضر لتسهيل العيش للساكنين.و لا ننسى أيها الإخوان،
في الجيران، جار السوق، المحلات المحاذية لمحلك، وجار العمل، الموظف معك
في مكتبك أو المكاتب المجاورة لمكتبك، وكل من جاورك في شيء فهو جارك، وله
ما للجيران من حقوق وواجب الإحسان.
ومما يؤلف قلوب
الجيران، إعطاء الهدايا ولو قلّ ثمنها، وتبادل الطعام، فقد قال النبي
‘‘يا أبا ذرّ إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك’’(16)، فهذه أخلاق
المسلمين، وهذا ما يجب أن نعلمه أبناءنا فلا يخرجون بطعام أو غيره فيؤذون
به أبناء الجيران إلا أن يتقاسموه معهم.
وبعدما قمت أيها المسلم
بحق الجوار، وقد علمت أنهم غير معصومين من الخطأ، وفيهم الطيبون وغير
الطيبين، وجب عليك الصبر على أذاهم وتحمّل شرهم، والتغاضي عن سوءهم ما
استطعت، فقد قيل ليس حسن الجوار ترك الأذى، ولكنه الصبر على الأذى، وقد قال
النبي ‘‘إن الله – عز وجل – يحب ثلاثة: وذكر منهم رجل كان له جار سوء
يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة أو موت’’(17).
وانظر كيف كان الرسول يفعل مع جيرانه، فقد كان له في مكة جار يهودي، وكان
هذا الجار يؤذيه ويضع القاذورات والشوك في طريقه، وافتقده الرسول فقيل
له أنه مريض، فذهب ليعوده. أما عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فكان إذا
ذبح شاة، قال يا غلام، إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي.
قصة
جميلة في قيمة الجار، أن محمدا بن جهم كان جارا لسعيد بن العاص، فلما عرض
محمد بن الجهم داره للبيع بخمسين ألف درهم، وحضر الشهود ليشهدوا، قال: بكم
تشترون مني جوار سعيد بن العاص؟ قالوا: إن الجوار لا يباع، وما جئنا إلا
لنشتري الدار. لا يعرض أصلا تجاريا بل أصلا جواريا كبيرا للبيع، فقال: وكيف
لا يباع جوار من إذا سألته أعطاك، وإن سكتَّ عنه بادرك بالسؤال، وإن أسأت
إليه أحسن إليك، وإن هجوته عطف عليك؟ فبلغ ذلك الكلام جاره سعيد بن العاص،
فبعث إليه بمائة ألف درهم وقال له: أمسك عليك دارك.
وقيل لابن
المقفع وكان في داره الكثير من الفئران، لو أحضرت لها قطا، فقال: أخشى أن
يسمع الفأر صوت القط، فيهرب إلى دار الجيران، فأكون قد أحببت لهم ما كرهت
لنفسي.
لقد كان يطبق الحديث الشريف ‘‘خير الأصحاب عند الله خيرهم
لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره’’(18)، والحديث الذي يقول فيه
النبي ‘‘مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
جَارَهُ’’(19)،
وتتخيلوا لو أعطى كل مسلم حقوق جيرانه، وما هو
المجتمع إلا جيران بعضهم لبعض، يتألفون ويتزاورون ويتحابون، ويتعاونون على
البرّ والتقوى، فيكونون بذلك خير أمة أخرجت للناس.
اللهم أصلح
ذات بيننا وألف بين قلوبنا، واهدنا أن نعطي أولي الجيران حقوقهم، ونعفو عن
أخطائهم، حتى تعفو عنا وتغفر لنا يا رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي
يؤاخذ على الذنب لكن يعفو عن كثير من السيئات، وسبقت رحمته عذابه فيغفر
للتائبين ويتجاوز عن العثرات، ويزيدهم من فضله فيُبدّل الخطايا بالحسنات،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بارئ النسمات، وأشهد أن نبينا
محمداً رسوله المصطفى أفضل البريئات، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله
وأصحابه أولي الفضل والمَكْرُمات، ومن اقتفى أثرهم ما دامت الأرض
والسماوات.
إخوة الإيمان، إن الديار لا تقاس بجمال بنيانها، وإنما
تغلو وترخص بجيرانها، فاعملوا أن تختاروا الجار قبل الدار، وإذا أقمتم في
مكان، فاعملوا أن تكونوا خير جار، تستميلون القلوب بترك الأذى وتحمل الخطأ،
واستوصوا بالجيران خيرا وإحسانا، فالنبي قال ‘‘مازال جبريل يوصيني بالجار
حتى ظننت أنه سيورثه’’(20) أي ظن أن الجار سيكون له نصيب من الإرث، فاتقوا
الله عباد الله وأحسنوا لجيرانكم، وليعاهد كل منا نفسه أن يذهب اليوم
ويستحل من جاره، ويطلب السماح على ما فات، ويعفو عنه ويدعو له، ويوقف
الأذى، هذا لمن خاف مقام الله ووعيده، ووصل ما أمر الله به أن يوصل، وخشي
سوء الحساب، وارتجى من الله حسن الثواب، نعيم راحة القلوب في الدنيا، وفي
الآخرة جنات عدن مفتحة لهم الأبواب، برحمتك يا عزيز يا وهاب.
اللهم لك الحمد كثيرا كما أنعمت كثيرا
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد على كل حال
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في
العالمين، إنك حميد مجيد
اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن
الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة
الأعداء، ومن السلب بعد العطاء، نبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك،
ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الطلب
إلا منك، ومن الرضا إلا عنك، ومن الصبر إلا على بلائك .
نسألك خفايا لطفك، وتوفيقك، ومألوف برك، وعوائد إحسانك وجميل سترك، وروح قربك، وجفوة عدوك .
اللهم احرسنا عند الغنى من البطر، وعند الفقر من الضجر، وعند الكفاية من
الغفلة، وعند الحاجة من الحسرة، وعند الطلب من الخيبة وعند المنازلة من
الطغيان .إنه لا عز إلا في الذل لك، ولا غنى إلا في الفقر إليك ولا أمناً
إلا في الخوف منك .
اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين،
وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى إنك على ما
تشاء قدير وبالإجابة جدير .اللهم غفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (21)
اللهم اشفنا واشف مرضى المسلمين وعافنا وعاف مبتلى المسلمين، وفرج الكرب عن
المكروبين واقض الدين عن المدينين، ويسر أقوات المسلمين، وجد بالعمل على
العاطلين، وبارك لدولة المسلمين
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين،
اللهم أذل الكفر والكافرين، اللهم دمر أعداءك أعداء الدين، اللهم خلص أولى
القبلتين، واحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين، من الفتن والمحن والحروب
والآلام والأسقام، وانصر المسلمين في فلسطين، وارفع البلاء عن إخواننا
السوريين والليبيين واليمنيين والمصريين والعراقيين، وسائر المسلمين،
اللهم انصر لنا ديننا الذي ارتضيت لنا، اللهم مكن لنا ديننا كما وعدتنا، اللهم وحد كلمتنا وارفع رايتنا، واحم جماعتنا
واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، سخاء رخاء، لا بلاء فيه ولا شقاء، وسهل الأرزاق للعاطلين، ويسّر أقوات المسلمين.
اللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها، ولا تتوفنا إلا وأنت راض عنا
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول وعمل
سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
الركعة الأولى
وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْجَارِ
ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ
ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن
كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً * ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ
بِٱلْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً * وَٱلَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ
وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً
فَسَآءَ قِرِيناً * وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ
وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ وَكَانَ
ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً (22)
الركعة الثانية
أفمن يعلم
أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب *
ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ *
وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُواْ
ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ
ٱلسَّيئَةَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُريَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ من كُل بَابٍ *
سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ (23)